حروب قديمة جديدة
.......................................................................................
يبدو أن الوسطية مستهدفة ليس في الفكر وحسب ، بل في الجغرافيا أيضا ، فبلادنا هي المعبر التجاري الذي يتوسط القارات الثلاث القديمه ، كانت مطمعا للغزاة على مر التاريخ
وكانت الحرب بشكل رئيسي بين الفرس والرومان وأحلافهما ، وكان المنتصر يفرض ديانته على السكان ويعاملهم كعبيد .
القرآن الكريم في سورة البروج ذكر إحدى أفظع الجرائم ضد الإنسانيه التي حلت ببعض سكان اليمن عندما رفضوا التخلي عن ديانتهم المسيحيه بعد ان انتصر الفرس على خصومهم الأحباش (حلفاء روما التقليديين) فقاموا بإشعال نار عظيمة في واد عميق والقوا بمن لم يتخلى عن دينه فيه
(قتل اصحاب الأخدود ، النار ذات الوقود ، إذ هم عليها قعود )
والإشارة القرآنية الثانية هي لهزيمة الروم في (ادنى الأرض ،،، اي تركيا الحاليه) وبشرهم انهم سينتصرون ثانية خلال عدة سنوات .
(غلبت الروم ، في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون ، في بضع سنين )
وقد توقفت حروب الدول العظمى لأمد غير قصير ، عندما نشأت دولة قوية تمثل المنطقة وتعبر عن هوية شعبها ، وتتمسك بالمباديء الانسانيه العليا ، وتفتح الآفاق امام العقل للإبداع ، فقامت بكبح جماح القوى الخارجية ، ولكنها ما لبثت ان وهنت بسبب الفرقة والاستبداد والغاء العقل ، وعادت الحروب سجالا بين ورثة الإمبراطوريتين .
وفي العصر الحاضر تكالبت الامم من شتى أصقاع الأرض على ارضنا ، ولا قيامة لنا الا باستعادة هويتنا الحضارية ، والتكاتف مع بعضنا وماذا نريد ، عندها سنرى الدرب نحو النهضة المنشوده
يقول السهروردي (( عندما تقرر الرحلة ، سيظهر الدرب )) .
أ.عمار يماني
اللوحة للفنان Azam Sharani
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء