الوطن خيمتنا الأخيرة
.......................................................................................
ليس عليّ أن اُخبركم أن الأوضاع سيئة للغاية و انها قد تزداد سوءاً ، فالجميع يعرفون ذلك تماماً.
البنوك متخمة بالنقود لكن الناس فقراء والإقتصاد يترنح .
كبار التجار يستوردون ما نأكله وما نلبسه بالدولار الحكومي المدعوم ، لكن الأسعار تواصل ارتفاعها وتصل عنان السماء.
الجيوش تتضخم لكن الإرهاب الذي يُخيفوننا به ينتشر كالجراد في كل أنحاء العالم .
أجهزة " الأمن والسلامة " تتورم وتزداد عنفاً لكن الأشرار يعيثون في الشوارع فساداً .
الأحزاب تنقسم وتتوالد لكن السياسة تتراجع وتضمحل .
الجمعيات الأهلية و المدنية تتكاثر كالفطر و تزداد عدداً ، لكن العمل المجتمعي يتضاءل و ينكمش .
المدارس مزدحمة ، والجامعات كذلك ، لكن العلم والمعرفة والثقافة ثمار محرَّمة لا يقترب منها أحد.
الشرفاء ليسوا قلة ، لكن الشرف نفسه صار عملة باطلة لا قيمة لها.
الغيارى على أوطانهم كثر ، لكنهم لا يتفقون على زراعة شجرة او تنظيف شارع .
ولا يبدو أن ثمة أحدٌ يعنيه الأمر ، والذين يعنيهم الأمر فعلاً لا يعرفون ما العمل؟
و ليس ثمة في الافق إجابات شافية على هذه الأسئلة جميعها ، او نهاية لهذه الآلام كلها !
الوطن خيمتنا الأخيرة ، لكن الرياح صرصر ، وتكاد تقتلع ما تبقى لنا.. من أوتاد .
أ.عبد الكريم حورية
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء