pregnancy

الحرب العالمية الأولى (٢٤)




الحرب العالمية الأولى (٢٤)   
 مابعد الحرب

.................................................................
              
• الآثار الصحية :

كان لهذه الحرب نتائج عميقة في صحة القوات العسكرية، فمن بين 60 مليون من الأفراد العسكريين الأوروبيين الذين تم حشدهم من 1914 إلى 1918 قتل منهم 8 مليون جندي و7 مليون أصبح عاجزًا و15 مليون أُصيبوا بإصابات خطيرة. خسرت ألمانيا 15.1٪ منهم وفقدت أمبراطورية النمسا والمجر 17.1٪ أما فرنسا فقد خسرت 10.5٪. كان عدد القتلى في ألمانيا من المدنيين 474،000 وهو أعلى مما كان عليه في زمن السلم ويرجع السبب في نقص الغذاء وسوء التغذية التي تجعل الجسم لا يقاوم الأمراض.بحلول نهاية الحرب قتلت المجاعة ما يقرب من 100،000 شخص في لبنان..وأفضل تقديرات لعدد القتلى من المجاعة الروسية لعام 1921 التي وقعت في روسيا هو مابين 5 مليون و10 ملايين شخص. في عام 1922 كان هناك ما بين 4.5 مليون و7 ملايين طفل مشرد في روسيا نتيجة ما يقرب عقد من الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الأولى والحرب الأهلية الروسية، إضافًة إلى المجاعة من 1920-1922. فرَّ العديد من الروس المعادين للسوفييت البلاد بعد الثورة؛ في عقد 1930 كانت مدينة هاربن التي تقع شمال الصين تحتوي على 100،000 الروس الذين فرَّوا من بلادهم.وآلاف أخرى منهم هاجروا إلى فرنسا، بريطانيا والولايات المتحدة

في أستراليا كانت آثار الحرب على الاقتصاد واضحة، وقد كتب رئيس الوزراء الأسترالي بيلي هيوز إلى رئيس الوزراء البريطاني،ديفيد لويد جورج، "لقد أكدت لنا أنك لاتستطيع الحصول على شروط أفضل، وأنا آسف لذلك كثيرًا وآمل أن يكون هناك طريقة أخرى حتى نتفق بشأن مطالب التعويض المناسبة مع التضحيات الهائلة التي قُدمت من قبل الإمبراطورية البريطانية وحلفائها".حصلت أستراليا على تعويض لها بعد مشاركتها في الحرب 5,571,720₤ ولكن كانت التكلفة الحقيقة لأستراليا في مشاركتها الحرب هو 376,993,052₤ ومع حلول منتصف عقد 1930 كانت معاشات الإعادة للوطن ومكافئات التقاعد من الحرب 831,280,947₤. حوالي 416,000 من الجنود الأستراليين الذين خدموا في الحرب العالمية الأولى قُتل حوالي 60,000 جندي أسترالي وبلغ عدد الجرحى منهم 152,000.

زادت الأمراض في تلك الظروف الفوضوية للحرب. ففي عام 1914 استطاع القمل الناقل لوباء التيفوس قتل 200,000 شخص في صربيا. من عام 1918 إلى 1922 كان لدى روسيا 25 مليون إصابة و3 ملايين حالة وفاة بسبب وباء التيفوس.في حين أن روسيا كانت قبل الحرب العالمية الأولى لديها حوالي 3.5 مليون شخص مصاب بالملاريا، وفي عام 1923 أصبح الشعب الروسي يعاني أكثر من 13 مليون حالة. بالإضافة إلى ذلك انتشر وباء الإنفلونزا الإسبانية بشكل رئيسي في جميع أنحاء العالم وقتلت 50 مليون شخص على الأقل.

حاولت القوات الأمريكية في أوروبا التعامل مع الإنفلونزا الإسبانية ومع الضغط الذي أحدثته على النظام الطبي، ففي إحدى المستشفيات العسكرية الواقعة بالقرب من غابات أرجون، كان لديها العديد من المصابين على وشك الموت. وقد ارتفع مُعدل وفيات الإلتهاب الرئوي إلى 80%. كما ظهرت آثار الإنفلونرا بشكل مذهل على متن السفن الحاملة للجنود الأمريكيين عبر المحيط الأطلسي. وعندما رست سفينة لوياثان في ميناء بريست في 7 أكتوبر، كانت تحمل مائتي قتيل ومُحتضر من فوج النخبة السابع والخمسين. وقد تذمَّر الأطباء والممرضون على جانبي المحيط الأطلسي عجزهم عن مُعالجة المرض بفعالية، ويظهر مشهد الجنود الأقوياء وهم يتساقطون أرضًا ويموتون في غضون يومين في الكثير من المرويات. إزداد كذلك التذمر في نقص الأسرة ونقص التوابيت.

ساعدت الحقول التي كانت مسرح العديد من المعارك - وهي حقول حُرثت طوال قرون بروث الحيوانات - في التسبب بجروح مُعدية جديدة على الخبرات الطبية المتوفرة في ذلك الوقت. وقد واجه الأطباء على كلا الجانبين مشكلة ترميم الأعضاء أو استبدالها إذا اقتضت الضرورة مثل الوجوه الممزقة والأطراف المشلولة. كما توجب على الأطباء التكيف مع الأعداد الغير مسبوقة من المرضى في أعقاب المعارك الكبرى على الجبهة الغربية، معرضين أنفسهم في كثير من الأحيان بوابل من نيران العدو، وأحيانًا كانوا عُرضًة للخطر في مراكز الإسعاف القريبة من الجبهة.

كان على الجنود الذين فقدوا أبصارهم وبُترت أطرافهم أن يقوموا بالتغييرات الأكثر جذرية في حياتهم، ولكن الجنود المكفوفين شكَّلوا نسبة قليلة من أولئك الذين تعافوا من جراحهم، فعادةً ماقتلت الإصابات في الرأس الضحية وبنهاية الحرب كان لدى ألمانيا أقل من ثلاثة آلاف من محارب مكفوف. كما خاض أولئك الذين فقدوا أحد أطرافهم تجربة بتر إحدى الساقين بدرجة كبيرة. ولاقى مثل هذه الخسارة ستة جنود من كل مائة جندي ألماني جريح والبالغ عددهم مايقرب خمسة وأربعين ألف، وعانى 3% أي زهاء واحد وعشرون ألفًا من فقدان إحدى الذراعين، غير أن فقدان الساقين معًا كان أقل شيوعًا، وفقدان كلتا الذراعين كان أمرًا نادرًا جدًا (فقط اثنان من كل عشرة آلاف جريح). ونتيجة لذلك إزداد الطلب على خدمات المتخصصين في طب العظام الذين كانوا قلَّة قبل الحرب بشكل لم يسبق له مثيل.

يتبع .......ويكيبيديا

الصورة : ضحايا المجاعة في روسيا 1922
شكرا لتعليقك