هل تعلمون من هو البطريرك السوري الأصيل غريغوريوس حداد ..الملقب بأبو الفقراء والمحتاجين ؟؟
.......................................................................................
إنه أحد أهم القامات الوطنية في سورية ولبنان .. توفي في 17 حزيران عام 1928 .. عن عمر ناهز على 89 سنة قضاها في خدمة الوطن والدين والإنسانية !!
كتب عنه العلامة الكبير محمد كرد علي في مذكراته مايلي:
( عرفت صديقي البطريرك قبيل الحرب العالمية الأولى .. وبسبب المجاعة التي أصابت شعوب هذه المنطقة استنهض البطريرك الهمم لمساعدة الجائعين والبائسين والمحتاجين .. وباع املاك واوقاف الطائفة الكبيرة في سورية ولبنان ليشتري لهم الطعام بغض النظر عن دينهم أو عرقهم أو طائفتهم .. وفي أحد المرات رد الشماس امرأة مسلمة أثناء توزيع الخبز متحججا أن القمح قد نفذ من مخازن البطريركية .. فنزل البطريرك إليه ونادى المراة وقال :
أعطني رغيف الخبز فلما تناوله قلبه بين يديه وقال للشماس : انا لم أقرأ إنه قد كتب على الرغيف مصنوع من أجل المسيحيين !!
يابني أدفع الصدقة لكل من يطلبها .. فالخلق كلهم عيال الله .. وناول المرأة حصتها )
ويقال إنه فتح أبواب البطريركية للجميع أيام الحرب واستدان أموالا طائلة لاطعام الجائعين .
ويقال كان له صليب من الألماس أهداه إياه قيصر روسيا "نقولا الثاني" .. لما نفذت أموال البطريركية رهنه لدى صائغ يهودي دمشقي بألف ليرة عثمانية .. فلاحظه أحد أغنياء المسلمين فذهب وفك رهنه واعاده إلى البطريرك .. فأخذ البطريرك وباعه من جديد دون أن يدري أحد وصنع مثيلا له من أحجار زجاجية بدل الألماس .. لم يعرف بالأمر حتى بعد وفاته .
ولما توفي في 17 حزيران عام 1928 جرى تشييع جثمانه من بيروت إلى دمشق فاستقبلت الحكومة السورية جثمانه على الحدود بإطلاق مئة طلقة تحيه له .. فيما كانت الجماهير تصرخ ( مات أبو الفقراء مات بطريرك النصارى وإمام المسلمين .. وارسل الملك فيصل من بغداد إلى دمشق مئة فارس على الخيل ليشاركوا في التشييع .
كما يروى عندما وصل الجثمان إلى ساحة الشهداء شرع أحد التجار المسلمين يرش الملبس على الطريق أمام الجثمان قائلا :
(ان هذا القديس قد اعالني انا وعائلتي طيلة الحرب العالمية الأولى )
كما شارك في الجنازة كبار الشيوخ المسلمين منهم المفتي وحشد كبير من الجماهير .. وقيل أن مسلمي دمشق ارادوا الصلاة عليه في الجامع الأموي الكبير .
هذه هو البطريرك غريغوريوس ابن سورية الأصيلة .. وهكذا كانت سورية وشعبها الأصيل الذين لقبوه .. بأبو الفقراء .
كم نحن بحاجة في هذه الأيام إلى هكذا قامات وشخصيات وطنية ... السلامة لروحه الطاهرة ..انه رمز من رموز سورية وشعبها الأصيل والوحدة الوطنية والإنسانية التي هي أقدم من الأديان والطوائف والقوميات والاوطان ..
واللعنة على الجهل والتخلف والنفاق والاستبداد والظلم والقهر .. وتحيا سورية لأنها أمة كاملة بحضارتها وفسيفسائها الجميل وشعبها العريق .
يسعد أيامكم أصدقائي الأعزاء ودمتم بخير ومحبة وسلام .
..منقول..
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء