غريق في الهواء
.......................................................................................
إنه ليس رياح السموم القديمة و لا الأعاصير العالمية الشهيرة بل ببساطة هو الهواء الإعلامي العربي خصوصا ثم العالمي المتمثل بآلاف المحطات المرئية و المحمولة و المسموعة على يد جيش من الفنيين و الفنانين و الإعلاميين المسبوكين المدفوعين ما بين أصغر موظف إلى أعتى المرتزقة أمام طغم المال و الدين و السياسة يهيمنون عنوة حتى على أتفه تفاصيل حياتنا اليومية على مدى أجيالنا العمرية و خصوصا بعد أن منحناهم طواعية حتى أدق تفاصيل هوياتنا الشخصية على حساباتنا الوهمية !..
تصوروا الآن حجم المعركة غير العادلة ما بين مُسلحٍ بكل شيء يُتوِّجُها بادعائه هدفه مصلحتي و بين أنا الأعزل الموسوم بالصلاح فقط بقدر ما أصدِّقه و أتبعه !..
تخيلوا حجم المساحة المعدومة لي بأخذ نَفَس حقيقي واحد لأعطي قرارا واحدا في حياتي غير قابل لإطلاق النار عليه لأنه خالف الهواء المقدس الموجود فقط لأقول و أفعل ما يريد ..
و لطالما لا نلتقي دائما مع أعدائنا لكن هذا القاتل يعيش معنا و آن الآوان لنتمرَّس بفنون الحياة و نتقن فن الصراع المتكافئ و لنتذكر بأننا من لحم و دم و هواء الحياة يُنفخ مرة واحدة في البدء و بأننا قد احترفنا الشمس و الماء و التراب و النار منذ آلاف السنين و لنُرضع أطفالنا حليب أمهاتهم و ليس هذا الهواء الهراء الباقي مابقينا صالحين للنزال و مابقينا خارج التوقُّع لدى علمائهم بالأبراج ..
منذر الشيخ ياسين
16.07.2019
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء