pregnancy

الحرب العالمية الأولى (٢٩) والأخير الإرث






الحرب العالمية الأولى (٢٩) والأخير  
                              الإرث
.......................................................................................          

الذكرى :
==========

في 3 مايو 1915 خلال معركة إيبر الثانيةالتي وقعت في منطقة الفلاندرز في بلجيكاقُتل الملازم ألكسيس هيلمر. كتب صديقه الطبيب جون ماكريه قصيدة حربية حملت عنوان في حقول الفلاندرز أمام قبره كتحية لأولئك اللذين لقوا حتفهم في هذه الحرب. وقد نُشرت قصيدته فيما بعد في مجلةPunch في 8 ديسمبر 1915، ولاتزال تُتلى حتى الزمن الحالي في يوم الهدنة ويوم الذكرى.

في عام 1916 كانت الأمهات اللواتي يودعن قطارات القوات المُغادرة إلى ساحة القتال غالبًا ما يرتدين ملابس الحداد على من فقدن في أوقات سابقة.
 في يناير من نفس العام ذكر مراسل صحيفة نيويورك تايمز في ألمانيا أن الزائرين لمنازل برلين عادةً ماكانوا يُصادفون إحدى الأمهات الثكالى، والتي كانت غالبًا ماكانت تُقدم لهم صورًا للعديد من أبنائها بدءًا من الأصغر مُعلِّقةً على كل صورة منها بالقول: «لقد سقط». كما وجد الجنود الأمريكيون اللذين وصلوا إلى فرنسا أن القُرى الريفية التي تدربوا فيها مليئة بالأرامل والأمهات الثُكالى وجميعهن كنَّ يرتدين الملابس السوداء.

في فرنسا رفضت الحكومة النداء بالسماح للعائلات باستعادة رفات أحبائهم لتدفن في مقابر مجتمعاتهم المحلية. في الوقت الحاضر دُفنت معظم الجثث في قبور بالقرب من مواقع القتال. ولكن بعض العائلات رفضت قبول مثل هذا القرار وتعاقدت مع شركات خاصة للبحث عن رُفات أبنائهم واستخراجها. كما ظهر التوتو بين الكنيسة والدولة في فرنسا بقوة كبيرة لأن المقابر كانت عبارة عن مؤسسات حكومية. وفي سبتمبر 1920 سمح القرار النهائي للعائلات الفرنسية بالمطالبة برفات أبنائهم وإعادتها لدفنها في مجتمعاتهم المحلية. وتحملت الحكومة التكاليف التي تطلبها ذلك الأمر، وبلغ عدد الجثث التي نُقلت إلى مواطنها بهذه الطريقة زهاء 300 ألف جثة. وبخلاف فرنسا قررت بريطانيا دفن جميع الجثث على الجبهة، أما ألمانيا فكانت خياراتها قليلة في مسألة التعامل مع قتلاها في الحرب. فقد رقد القتلى في مواقع الدفن في كل من بلجيكا وفرنسا، وتلقت الحكومة الألمانية التي أُنشئت بعد الحرب مُكرهة رخصة فقط لبناء نُصب تذكارية لهم.

بدأ جميع المتحاربين على الجبهة الغربية العمل بطريقة غير مسبوقة لإحياء ذكرى اللذين سقطوا في المعارك. وأصبحت القبور الفردية في مقبرة عسكرية والموسومة بما يحدد هوية رفات القتلى هي النمط المرغوب فيه. وحصل الكثير من الجنود على مثل هذه القبور في فرنسا وبلجيكا. ومثَّل إقامة نصب تذكاري أولئك الجنود اللذين لم تستعد رفاتهم تحديًا مختلفًا. وكان اختيار قبر الجندي المجهول في فترة مابعد الحرب ليتم تكريمه كممثل عن أولـئك الجنود اللذين فُقدوا في الحرب هو أحد الحلول لتلك المسألة. وبحلول يوم الهدنة عام 1920 اختار البريطانيون والفرنسيون جنديهم المجهول. ووضعت فرنسا النصب في باريس تحت قوس النصر، أما بريطانيا فوضعته في دير وستمنستر. وتبعتهما الولايات المتحدة واضعًة جنديها المجهول في مقبرة أرلينغتون قرب العاصمة. بالإضافة إلى ذلك أقامت الحكومات والمنظمات الخاصة أنصابًا تذكارية بالقرب من ساحات المعارك نُقشت عليها أسماء الجنود المفقودين. وسجل نصب إدوارد ليوتنز المشهور للذين فُقدوا في معركة السوم في منطقة ثيبفال أسماء 73 ألف جندي. وفي منطقة فردان الفرنسية قامت إحدى المنظمات الخاصة بجمع رُفات أولئك اللذين لم يكن ممكنًا تحديد هوياتهم في صندوق كبير مخصص لعظام الموتى.

خصصت حكومة المملكة المتحدة ميزانية كبيرة لإحياء ذكرى الحرب خلال الفترة من عام 2014 إلى 2018،

الحرب العالمية الأولى كان لها تأثير دائم على الذاكرة الاجتماعية. ينظر إليها العديد من البريطانيين بأنها نهاية حقبة استقرار العهد الفكتوري، بينما عبَّرت عنها العديد من الدول الأوروبية بأنها نقطة التحول. فسَّر المؤرخ صموئيل هاينز هذه الحرب:

«جيل من الشباب الأبرياء، عقولهم مليئة بالشرف والمجد وإنجلترا، قد ذهبوا للحرب ليجعلوا العالم آمنًا، ذُبحوا في معارك غبية قد خطط لها جنرالات أغبياء، من نجا منهم قد أصابتهم الصدمة وخيبة الأمل والمرارة بسبب تجاربهم الحربية، ورأوا أن أعدائهم الحقيقيون ليسوا الألمان ولكن الرجال المسنين في منازلهم اللذين كذبوا عليهم، لقد رفضوا قيم المجتمع وأرسلوهم للحرب، وفصلوا جيلهم الماضي ومن ميراثهم الثقافي.

لقد أصبح هذا التصور هو الأكثر شيوعًا للحرب العالمية الأولى. دام تأثيرها لتتجسد في الفن، السينما، الشعر وفي وقت لاحق نُشرت كقصص. لقد رسم الفنانين مثل بول وجون ناش، كريستوفر نيفنسون وهنري تونكا النظرة السلبية للنزاع في هذه الحرب.

من الروايات الحربية المشهورة المتعلقة بهذه الحرب هي وداعًا للسلاح للروائي إرنست همينغوي عام 1929.

تمت.......ويكيبيديا

الصور على اليسار : نصب ادوارد ليوتنز وفيه نقشت اسماء ٧٣ جندي مفقود في معركة السوم
على اليمين : جون ماكريه كاتب قصيدة في حقول الفلاندرز
شكرا لتعليقك