pregnancy

خطوات التخريب الأيديولوجي الأربعة للدول









خطوات التخريب الأيديولوجي الأربعة للدول
....................................................................................
في كتابه رسالة حب إلى أمريكا ( Love Letter to America ) الذي كتبه عام ( 1984 ) شرح المخبر و الجاسوس الروسي "يوري بيزمينوف" بالتفصيل خطوات التخريب الأيديولوجي الأربعة للدول

◀ 
نزع الروح المعنوية [  Demoralization ]
يقول بيزمينوف أن نزع الروح المعنوية لدولة ما قد تأخذ بين ( 15 و20 ) عامًا، وهو يفسر الاحتياج إلى هذا العدد من السنين لأنها المدة المطلوبة لتعليم وتخريج جيل واحد من من الطلبة المحملين بأيديولوجيا المخرّب subverter في الدولة المستهدفة، ويؤكد أن هدف هذه الخطوة هو إزالة أي معوقات أمام الأيديولوجيا المستوردة من المخرّب عن طريق الإجهاز على أي أيديولوجيات قومية متينة.

لتحقيق النجاح في هذه الخطوة يخبرنا بيزمينوف أن المخرّب عليه أن يعمل على ثلاثة مستويات: « الأفكار , الهياكل , الحياة .»

◀ 
زعزعة الاستقرار [ Destabilization ]
بعد نجاح خطوة نزع الروح المعنوية، لا يحتاج المخرّب الآن إلا إلى مساعدة مواطني الدولة المستهدفة أنفسهم على جلب عدم الاستقرار لها وهذه الخطوة قد تأخذ بين :
« عامين وخمسة أعوام. »

أولى علامات زعزعة الاستقرار هي صراعات القوة التي يلجأ فيها العامة منزوعو الروح المعنوية إلى الخيارات الأسهل مثل اختيار السياسيين ذوي الشخصيات الكاريزمية والذين يعدون بالاستقرار وبالحلول السريعة السهلة لمشاكل الدولة، هذه الحلول التي دائمًا ما تفشل وتؤدي إلى مشاكل أكبر وأكثر.

كنتيجة طبيعية لزعزعة الاستقرار تلجأ الدولة إلى السيطرة على الموارد الاقتصادية بحجة حماية مصالح الدولة مما يؤدي إلى المزيد من القوة التي تحتكرها الدولة ومزيد من احتقان المواطنين تجاهها.

أما من ناحية السياسة الخارجية، فالصراعات الداخلية سوف تؤدي إلى عزلة الدولة المستهدفة عن باقي دولها الصديقة وهنا تأتي دولة المخرّب لتقدم يد العون الوحيدة إلى الضحية وبهذا تضعها فعليًا تحت سيطرتها.

 الأزمة [  Crisis ]
النتيجة الطبيعية لزعزعة الاستقرار هي الأزمة والتي لن تأخذ أكثر من شهرين إلى ستة أشهر حتى تحدث، وفي هذه الخطوة يتم تنشيط جميع الخلايا النائمة للمخرّب في الدولة المستهدفة لاستغلال ارتباك الجماهير وخوفهم والسيطرة على الأمور سريعًا، وفي الغالب سوف يأتي هؤلاء إلى مراكز القوى عن طريق الانتخاب وسيتبع ذلك إعلان حالة الطوارئ بحجة السيطرة على الأمور والتي لن تجد أي مقاومة من الجموع المرتعدة، بل في الغالب سوف تكون مرحَّبة من قبل تلك الجموع.

عند بلوغ هذه المرحلة لن يحتاج المخرّب إلى أي تدخل عسكري في الدولة المستهدفة، فقد خضعت له هذه الدولة بالفعل بأن أصبح رجاله هم المالكين لقوت يوم مواطنيها، ويستطيع كذلك إجراء التغييرات الجذرية مثل تأميم الممتلكات وإعادة توزيع الثروة كيفما يحلو له مسلحًا بالجهاز الإعلامي الذي يبرر له كل ما يفعله.

 التطبيع [ Normalization ]
الخطوة الأخيرة في خطة التخريب هي تطبيع المواطنين في الدولة المستهدفة على الأوضاع الجديدة وهذا قد يتم بالقوة إذا لزم الأمر، فرغم أن معظم المواطنين لن يقاوموا التغيير إلا أنه لابد من ظهور بعض خلايا المقاومة هنا وهناك والتي لن ترضى بهذه التغييرات التعسفية، لكن هذه المحاولات يمكن وأدها عن طريق قوة الشرطة والجيش وسوف يصبح من الطبيعي مشاهدة الجنود يجولون في جميع الأنحاء لإلقاء القبض على من يحلو لهم، أما بالنسبة للـ(مغفلين المفيدين) فسوف يكونون أول من يتم زجه بالسجون والمعتقلات وسوف يعدم الكثيرون منهم بعد أن فقدوا أهميتهم بالنسبة للمخرّب.

لن يُسمح بالطبع بأي نقد لنظام الدولة الجديد وسوف يخضع جهاز الإعلام إلى رقابة شديدة على ما يقدمه، وبهذا تتم عملية التخريب الأيديولوجي بنجاح منقطع النظير.

نستطيع الخروج هنا باستنتاج منطقي وهو أن تفاصيل خطة التخريب الأيديولوجي حتى وإن لم تكن معروفة لدى دول غير الاتحاد السوفييتي في وقت ما، فهي حتمًا صارت معروفة لدى هذه الدول عن طريق المنشقين مثل "يوري بيزمينوف"، وهذا يدفعنا إلى أن نسأل أنفسنا سؤالين مهمين، أولًا : 
- أليس من المنطقي أن تستغل مثل هذه الدول – إذا توافرت لديها الآليات اللازمة – هذه الخطة في تحقيق مآربها ؟ 
- ثانيًا : ألا يوجد تشابه ملحوظ بين ما يحدث في عالمنا العربي الآن والخطوات التي شرحناها وكأن هناك مخرّبًا ما يقوم بتنفيذ الخطة حرفيًا في هذه المنطقة ؟

.... من صفحة صديق
شكرا لتعليقك