pregnancy

من الذاكرة مشكلة زوجية (الجوال) ..بقلم أ.سليمان الحاج أبو محمد





من الذاكرة 
    مشكلة زوجية (الجوال) 
.......................................................................................

     قالت: حتماً هناك قصص من الممكن أن تؤدي إلى الخراب مع ضعف الثقة والغيرة. 
     قلت: هذا صحيح اسمعي القصة التالية وهي مختلفة عن سابقاتها وستجدين أن الحل يختلف باختلاف المشكلة ويتأتى ذلك من عوامل عدة  أولها المعرفة العميقة بجذور المشكلة وأسبابها، إضافة إلى توفر النية الصادقة في تقبل الحلّ، وفي كثير من الأحيان يصل الكثير من الأزواج بأنفسهم إلى حل لمشكلاتهم، وقد تكون هذه الحلول جذرية، لكن على الغالب يحتاج الأمر إلى وسيط ثالث والحل الأمثل بالبديل الثالث الذي يحقق منفعة ومصلحة الطرفين.
إليكِ القصة. 
بحدود عام 2000 او بعدها كنت مديراً للمسرح العسكري قابلتني إحدى الموظفات بالعمل وكانت مكتئبة، قلت لها هل من مشكلة؟ فاغرورقت عيناها بالدمع، فطلبت منها أن تجلس وتحكي ما بها، فأعلمتني أنها في مشكلة مع زوجها وعندها طفلان وأن والدها حذّّرها بأنها إن غادرت منـزل زوجها لعدم التفاهم بينهما سيجبرها على الطلاق ولن يسمح لها بالعودة لبيتها، استمعت لها وفهمت قصدها ووجهة نظرها... كانت جميلة وزوجها  يغار عليها كثيراً وقد منعها في حينه من اقتناء هاتف جوال وكانت الجوالات في ذلك الوقت جديدة وغالية الثمن لكنها اشترت جوالاً بالتقسيط وكفلها عند التاجر أحد زملائها وقد أخفت الأمر عن زوجها إلى أن اكتشف الزوج الهاتف فأخفاه عنها وسكت على ذلك، وكانوا في إجازة طويلة، حتى اتصل زميلها ليسألها عن دفع القسط إلى التاجر، لكن الزوج هو الذي أجاب على الهاتف فصمت المتصل وأغلق الخط بسبب ارتباكه وكان جميع زملائها في العمل يعلمون حجم غيرة زوجها عليها. لقد أخطأ الرجل ؛ وزاد في الطين بلّة أن الزوج اتصل بالرقم المتصل فلم يجب الزميل وهو في حيرة من أمره. هذا ما علمت به الزوجة مؤخراً لأن قصة هذا الاتصال وقصة الجوال فتحت عليها أبواب جهنم، وقالت لي بأن زوجها لا يريد أن يسمع منها أي تبرير أو أي شيء وأنه طردها من البيت.
كان زوجها موظفاً في مشفى الأطفال ، قلت لها لا تغادري منـزلك وادعيه لزيارتي، جاء الرجل واستمعت له لأكثر من ربع ساعة، شكا همّه وحبّه لهذه المرأة الجاحدة الكاذبة وبأن ثقته بها معدومة ويغار عليها لكنه الآن وبعد قصة الهاتف الجوال متأكد بأنها سيئة وهي تكذب وتُخفي عنه أموراً كثيرة وأن الموضوع قد انتهى، وأن كلمة الطلاق متحجرة منذ أيام في حنجرته وأنه يشفق على أطفاله، وبعد أن أفرغ ما عنده قلت له ما معناه بأنّه مجنون وأنه هو سبب كل ما هم فيه من مشكلات وأن مثل هذه السياسة والتدقيق وعدم الثقة وكثرة الخطوط الحمر والممنوعات أجبرت زوجته على الكذب وإخفاء أمورها عنه، وأن كلّ ما عنده من حجج ضدها لا يتجاوز الأوهام والشكوك الفارغة، وأن عليه أن يخجل من نفسه وهو يخرِّب بيته بيديه، حتى شعر الرجل بحجم المغالطات والأخطاء التي كادت تودي بهم إلى الخراب، فاشترى لزوجته جوالاً جديداً بدلاً من الجوال القديم الذي كسَّره في أثناء ثورة غضبه، وتعامل معها بثقة واحترام وبادلته هي بما هو أحسن، وسارت أمورهما على خير ما يرام.
سليمان الحاج
شكرا لتعليقك