pregnancy

الطابور السادس (طابور البنزين).. بقلم الدكتور المهندس محمد سويدان

 

الطابور السادس (طابور البنزين)

كنا في مرحلة الشباب نسمع بالطابور الخامس، وما كان يخطر على بالنا يومها أن يكون في مرحلة خريف العمر طابور سادس هو طابور البنزين ولا طابور سابع هو طابور السكر والرز ولا طابور ثامن هو طابور ربطة الخبز، وعلى ما يبدو أن قائمة الطوابير ستطول كما هي قائمة شهداء بلدي، وكما هي قائمة مهجريه، وكما هي قائمة الفاسدين والمفسدين فيه.

بعد أن طوبرت 6 ساعات بالتمام والكمال، من الساعة الخامسة بعد الظهر حتى الساعة الحادية عشرة مساء, أي من شارع جامع القزاز نزولا إلى صيدلية الجمل ثم نزلة حاميش ثم على طول أوتستراد حاميش وصولا إلى الكازية وهو الرتل الأول والرتل الثاني من حاجز مدخل برزة البلد إلى الكازية. والرتل الثالث هو رتل المدعومين ويبلغ حوالي عشر سيارات لأنه الرتل المتجدد صاحب الحظوة. وصلت إلى باب الكازية على صراخ ووعيد ومهاترات بين عناصر الشرطة (الأمن) وبين فئة من الناس ترى نفسها فوق الدور وفوق الطابور، وفوق البشر. لماذا يسمح لهؤلاء بالتجاوز؟ ولماذا لا تضع إدارة الكازية حاجزا وممرا وحيدا على مدخلها أسوة ببعض الكازيات الخاصة؟

وبسبب هذه المشاجرة التي طرفيها الأمن واللي على راسون ريشة، وضع الجنزير على مدخل الكازية إيذانا بإقفالها قبل نصف ساعة من الموعد المعلن على مدخل الكازية. وعند مراجعة مدير الكازية كان جوابه، توقفت تعبئة البنزين اليوم، وماني سائل، واشتكوا لمين مابدكون.

ألا يكفينا يا صاحب السعادة انتظار ست ساعات في الشوارع، ألا تكفينا رائحة عوادم السيارات، ألا يكفينا ضجيجها، ألا يكفينا أصوات الزمامير التي صدعت رؤوسنا....

كان علي أن أعود إلى بيتي مشيا على الأقدام من الكازية إلى المرحلة الرابعة ... وعلي أن أعود أدراجي في الصباح الباكر حتى لا يتأخر دور زملائنا في الطابور السادس بسببي لأن سيارتي هي الأولى على الباب..

عدت أدراجي في الساعة الخامسة والنصف صباحا... بدأت السيارات تتسلل إلى داخل الكازية من المخارج عن طريق من يفترض أن دورهم هو تنظيم الدخول إلى الكازية ومنع المتجاوزين للدور. فتح الباب النظامي فوجدت نفسي في مسرب أقصى اليمين وأمامي 3 سيارات مع أن الكازية كانت خالية مساء اليوم السابق. وكعادتي في عدم تحمل التجاوزات سألت حراس دور المواطن الشريف كيف دخلت هذه السيارات فقالوا هذه سيارات عمال الكازية ويحق لهم تجاوز الدور. بلعناها مع أن عدد السيارات المتجاوزة للدور أضعاف عدد عمال الكازية. لكن ما لا أستطيع بلعه وتحمله هو تعبئة البدونات داخل السيارات ووقوف عدد من الأشخاص عند باب السيارة لتغطية التعبئة غير المشروعة حتى لا يتمكن أحد من التصوير. صورت مقطع فيديو يعكس تماما ما سردته...

هذه الحالة المرصودة لإحدى كازيات الدولة هي برسم السيدين وزير النفط ووزير التموين ...

كل طابور وأنتم بخير ...


د. محمد سويدان

شكرا لتعليقك