لروح دجى سالم...
هي.. روحٌ بلا جسدْ... وطيفٌ مِن ضوءٍ ومجازْ...
فراشةٌ مِن طحينِ الرحمةِ كانت...
جناحاها مِن فَتِيتِ الرياحينْ
وصوتُها صلواتُ قِدِّيسةٍ في هياكلِ الشوق...
مَحضُ رسالةٍ سماويةٍ مِن هَمْسِ مَلَاك...
زرعَتْ في خَلَدي حقولًا لمواعيدَ وأحلامٍ وانتظاراتٍ جميلة، وربطَتْها بأمكنةٍ وأشياءَ تحاصرُني أنَّى التفَتُّ وكيفما تحركْتُ...
وجعُها يزهرُ في اصفرارِ الخريف،
وأحلامُها تبحرُ عكسَ الريح...
أورقَتْ في بعضِ تصَحُّري شجرةَ الدهشةْ،
وانعشَتْ بندى فيضِ الروحِ ما أيبسَتْه الأيام..
بعدَها ذبُلَ الكثيرُ مِن سنابلِ الوعودِ الأخيرةْ،
وغادرَ الفَراشُ واليمامْ... وعبسَت الوجوهُ المنتظِرةُ على شرفاتِ البيادر...
بكَتْ السنونواتُ التي كانت تنقلُ البِشارة.. وحملَ المتعَبونَ ما تجمَّدَ في عيونِهم مِن دموعٍ وعادوا إلى أكواخِ حزنِهم العتيقةْ وليس في الذاكرةِ سوى قمرٍ سرقَتْه أشرعةُ القدرِ مِن حلكةِ ليالينا لتسمِّرَه خالدًا في مدارِ الروح...
فكلما أمعنْتِ بالغيابْ ،
سنملؤُه شوقًا إليكِ يا دجى...
نصر الظاهر
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء