pregnancy

الإيمان ... والخوف من الفكر التقدمي (2)








الإيمان ... والخوف من الفكر التقدمي (2)

.............................................................................................

لماذا إذن يشعر المؤمنون بتناقض كبير مع الأفكار التقدمية التي تدعو إلى إحقاق الحق وبسط العدالة الاجتماعية ورفع الحيف الاقتصادي عن رقاب الناس، مع أن الرسول الله صلى الله عليه وسلّم (الساكت عن الحق شيطان أخرس) (2)

البعض يوجه هجوما عنيفا لأن الفكر اليساري تبنى الأممية، ولكن هذا في حقيقة الأمر لا يتناقض مع الديانات خصوصا السماوية منها فالإنسانية جمعاء متوحدة في آلامها وعذاباتها ومصيرها، والاستغلال والتعسف الذي يمارس في آسيا شبيه كثيرا بذاك الذي يمارس في أفريقيا وأمريكا اللاتينية؛ وهذا التفصيل عينه نجد اصداءه في الدين الإسلامي فالبشر يوحدهم أصل واحد وينتظرهم مصير واحد، والله تعالى يحض المؤمنين على الدفاع عن المظلومين والمستضعفين في الأرض كلها. يقول تعالى: {وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا} [النساء:75]

وعلى ضفة العدالة الاجتماعية الاقتصادية التي نادى بها التقدميون ألم يقل السيد المسيح عليه الصلاة والسلام : (مجانا أخذتم، مجانا أعطوا) [متى .10].

ولو تعمقنا بهذه العبارة شديدة الاختصار وحدها لادركنا أنها تصلح لأن تكون قاعدة لنظام اجتماعي اقتصادي رائع يمكن أن يسود المجتمع.

وفي ديننا الحنيف ألم يحض الله تعالى على العدل حتى في حالة الوقوع تحت الظلم . يقول تعالى :(وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ) [المائدة. 8].
وفي يوم القيامة أكثر ما يسألنا الله عنه هو العدل أكثر من أي شيء آخر . يقول تعالى: (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ) [البقرة.123]

فالله هنا يسألنا عن العدل قبل أن يسألنا عن الصلاة والصيام وباقي الشعائر، لأن العدل هو روح الإيمان الصحيح وبرهانه.

والآن لنسأل أنفسنا السؤال التالي: لماذا تعرض التقدميون في العالم ككل وفي العالم الثالث بما فيه منطقتنا العربية إلى قمع شديد وصلت حد التصفيات الجسدية؟

والسؤال الأخطر لماذا كان البوق الإعلامي الإمبريالي (ونحن نردد من وراءهم) يردد في اسماع العالم الثالث بأن هؤلاء (عن التقدميين) كفرة منسلخين ومعادين للرب؟
هل هم حريصون على دين الرب حقا؟ 

هل هم يغارون على قلوب المؤمنين أن تشبها شائبة؟ 

يتبع   ...............         
(2) يضعف البعض هذا الحديث لأنه لم يأت على هواهم

علي حسين  الحموي


شكرا لتعليقك