pregnancy

ربيعة الرقي






من الشعراء الذين لايُبصرون ( ربيعة الرقي )

الرقة مدينة قديمة عُرفت بالزمن القديم باسم ( كلينيكوس) . وقد أخذت اسمها من سلوق الثاني الذي أنشأها عام 240 ق.م , وموقع هذه المدينة هو عين مدينة الرقة التي فتحها العرب صلحاً عم 17هـ , ولعلّ اسم الرقة من أصل عربي , فهو البطائح , بطائح النهر يصيبها الفيضان في مواسم , وهي الرّقـّة بالراء المشددة المفتوحة وبالقاف المشددة المفتوحة كذلك , والنسبة إليها رقـّي بالياء المشددة .

الكتب القديمة التي تحدثت عن ربيعة الرقي قليلة , ويُعتبر كتاب طبقات الشعراء لابن المعتز من أقدم الكتب التي تحدثت عنه , وأبو الفرج الأصفهاني في كتابه الأغاني يُعتبر من أوائل الناس القدماء الذين نقلوا أخباره , وفي معجم الأدباء لياقوت الحموي اسمه ونتفٌ من بعض أخباره وفي العقد الفريد لابن عبد ربه حديث عن ربيعة الرقي . فمن هو هذا الشاعر ؟ 

هو ربيعة بن ثابت بن لجأ بن العيزار الأسدي ابو ثابت الرقي , وقد وُلد ضريراً ومع هذا فإن هذه العاهة لم تؤثر فيه , ولم تحدّ من نشاطه وتمتعه بالحياة على خير مايحب , وهو في هذا نظير بشار بن برد ونقيض أبي العلاء المعري وقد كان الشاعر مهتماً بنفسه لايحرمها اللذات يصرف عليها , وعلى أقرانه المال الكثير .وقد كان كثير الترحال فأولى رحلاته كانت إلى أرمينيا مادحاً واليها يزيد بن أسيد الذي وليها زماناً طويلاً لأبي العباس السفاح ولأخيه المنصور ورحلته الثانية كانت إلى مصر حين ضاقت به الحال بعد عودته من أرمينيا . أما رحلته الثالثة فكانت إلى بغداد زمن المهدي .
 ونقرأ له هذه القصيدة في غزل محبوبته (داح)

صاحِ إني غيرُ صـــــــــــاحِ              أبداً منْ حُـــــــــــــــب داحِ 
صار قدْ حاً (حـــــــب داحٍ)               في فؤادي المُستبـــــــــــاحِ 
جنح القلب إليـــــــــــــــــها                إن قلبي ذو جنـــــــــــــــاحِ 
وعصى في حــــــــب داحٍ                كلّ لوّامٍ ولاحــــــــــــــــــي 
ليت لي رُسْلاً من الجــــــ                 ـن إليها والريـــــــــــــــــاح 
تبلغ الحاجات عنـــــــــــي                 ثم تأتي بالنجـــــــــــــــــاح 
أنا والله قتيــــــــــــــــــــلٌ                 لك من غير جــــــــــــــراح 
لابسيف قتلتنـــــــــــي                    لاولا سُمر الرمـــــــــــــــاح 
أنتِ للناس قتـــــــــولٌ                   بالهوى لابالســـــــــــــــــلاح 
ليتني كنتُ حمــــــــاماً                    لك مقصوص الجنــــــــــاح 
أيها الناس ذرونــــــــي                   لستُ من أهل الـفــــــــــلاح 

وقد اعتبره النقاد القدامى أفضل من قال في الغزل من شعراء أهل زمانه , وفضلوه على كثير ممن قبله , واعتبره بعض المحدثين من أحسن الشعراء وصفاً لجمال المرأة في القرن الثاني الهجري :

خُلقْتِ من مسكةٍ والناسُ خلقهـــــــمُ ......من لازب الطين من صلصالة القتــــم 
ماصوّر اللهُ إنساناً كصورتكــــــــم .....من بعد يوسفَ في عربٍ ولا عجــــــمِ 
توفي سنة 198هـ أما تاريخ ولادته غير معروف على وجه الدقة .

ظهير الشعراني 



شكرا لتعليقك