pregnancy

الإنسان المدمج...نحو الإنسان الكامل








الإنسان المدمج...نحو الإنسان الكامل

هل حان الوقت لعودة الإنسان إلى روحه الإنسانية الذاتية وإلى مشاعره وأحاسيسه وقيمه الأخلاقية بعد أن قوضتها النزعة العقلانية لقد تشيأ الإنسان(ما سمي بنزع الأنسنة) تحت تأثير اندفاعات الحضارة المادية للحداثة وتحول إلى موضوع أداتي بمعنى وضعه تحت المجهر.

 كأي أداة نريد دراستها لنزعتها العقلانية بعد أن كان ذاتاّ عرفانية وترتب عليه أن يخضع كلياً لمقتضياتها بسماتها المادية وان يغترب عن العناصر الخصوصية التي تتميز بها روحه الفردية بعد ان عملت النزعة العقلانية في الأنساق التربوية على الانشطار بين الموضوع والذات بين الانسان باعتباراته الذاتية وبين العقل باعتبارته الموضوعية وتعارض مختلف المظاهر الذاتانية التي تتصل بالمشاعر والميول والعواطف والحدوث والخيال والقيم الأخلاقية وفي ظل هذه الإكراهات المتنامية التي فرضها العقل في عصر الحداثة ظهرت اتجاهات فكرية التي اصبحت تعرف باسم ما بعد الحداثة تنادي بإعادة الاعتبار لذات الانسانية.

 ان ظهور النزعة الذاتانية في مرحلة مابعد الحداثة لا يعني رفض العقلانية الحداثية بوصفها السلاح النقدي الاكثر قدرة على مواجهة التسلط والشمولية ف الانسان يمتلك ذاتاًوهوية فردية وهو في الوقت نفسه يتصف بكينونته الاجتماعية.

 وهو يتجاوز هذه الثنائية ليشكل لحظة واحدة لا تمايز فيها في نبضة انسانية واحدة وروح واحدة لا انفصام بين مكوناتها الشخصية والاجتماعية لقد سبق لدوركهايم ان قال( يوجد في كل انسان كائنان لا يمكن الفصل بينهما الا ع نحو تجريدي ف الكائن الاول هو نتاج لكل الحالات الذهنية الخاصة بنا وبحياتنا الفردية اما الكائن الاخر وهو نظام من الافكار والعادات التي ننتمي اليها مثل العقائد الدينية والقومية والمهنية والمشاعر الجمعية من اي نوع كانت وهي تشكل في مجموعها الكائن الاجتماعي الاخر وبالتالي ف ان بناء هذا الكائن الاجتماعي في كل منا يشكل في النهاية هدف التربية وغايتها) ان هذين المفهومين يتداخلان ويترابطان وبالتالي فإن العقل الذي يمارسه المجتمع على الفرد لا يهدف ابداً الي افساد الفرد او الحاق الضرب به لان بناء الفرد على نحو اجتماعي ضرورة انسانية وحضارية.

مروان وردة

شكرا لتعليقك