pregnancy

الأندرينا

















الأندرينا

الاندرينا  مدينة الخمور العجيبة...قساطل الصرف الصحي لا تزال موجودة وبعد 1500 عام...كنائسها الكثيرة دليل عدد سكانها!!

 تقع مدينة الأندرين إلى الشمال الشرقي من مدينة حماة، مسافة نحو 80 كم على حدود البادية السورية تابعة لمدينة سلمية ، في منطقة ذات تربة خصبة، ولكنها قليلة المياه حالياً.
اشتهرت مدينة الأندرين بكرومها الكثيرة وخمورها المميزة فصدرت منتجاتها إلى داخل سورية وخارجها حتى بلغت شهرتها شبه الجزيرة العربية حيث ذكر خمورها الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم في بداية معلقته التي تقول:
ألا هبّي بصحنك فاصبحينا....ولا تبقي خمور الأندرينا

في الطريق من مدينة حماة باتجاه مدينة الأندرين الأثرية وعلى مسافة نحو 30 كم تمر بعدد من القرى الزراعية التي تشتهر تحديداً بزراعة الشعير حيث الأمطار مقبولة إلى تلك النقطة، ومن أهم القرى التي تتوضع على جانبي الطريق (معر شحور - تل دنين) وتحوي هذه القرية كنزاً أثرياً، وكانت المياه حتى وقت قريب، لا يزيد على ربع قرن - كما حدثنا بعض الأهالي تسير على وجه الأرض، وإذا ما أردت حفر بئر فإنك لا تحتاج إلى أكثر من عمق متر أو مترين، ولكن الآن خفت المياه، ولذلك يتجه السكان هناك إلى زراعة الزيتون، حيث ترى آلاف الدونمات المشجرة حديثاً بالزيتون. وتتابع طريقك باتجاه الشمال الشرقي فتخف كثيراً نسبة المساحات المزروعة بسبب ضعف معدل الأمطار، وبعد (20 - 30) كيلو متراً أخرى تمر بناحية الحمراء، وهي الناحية الإدارية لمنطقة ابن وردان والأندرين وجوارهما. 

وأهم المعالم التي تشاهدها في طريقك هو قصر ابن وردان - المجموعة الأثرية المؤلفة من قصر وكنيسة وحصن عسكري متميز بطراز معماري يسمى الأبلق، حيث تتوضع ثلاثة مداميك من الحجر البازلتي الأزرق فوق بعضها ثم تأتي فوقها مجموعة طبقات من الحجر الآجري، ويقع هذا القصر على بعد 60 كم شمال شرقي حماة.
وبعد ذلك تقطع نحو 20 كم فيطل عليك جزء من مدينة عجيبة تظهر من تحت الكثبان الرميلة والأتربة، وجزؤها الآخر مازال ينتظر العودة إلى الحياة ومعانقة الشمس من جديد. 
الأندرين.. الموقع
تقع مدينة الأندرين على مسافة 80 كم إلى الشمال الشرقي من مدينة حماة وعلى مسافة 100 كم إلى الجنوب الشرقي من مدينة حلب على أطراف البادية السورية، وكانت تقول كتب التاريخ إنها خط الدفاع الأول ضد غزوات أهل البادية.
ذكرها ياقوت الحموي المتوفى سنة 1229م بقوله: أندرين اسم قرية في جنوبي حلب بينهما مسيرة يوم للراكب في طرف البرية، ليس بعدها عمارة...
وهي الآن مغطاة بالتراب ليس بها إلا بقية الجدران.وكانت الأندرين أيام الرومان بلدة صغيرة اسمها (أندرونا) وقد ازدهرت في العهد البيزنطي .

معالمها
مدينة الأندرين ذات شكل مستطيل تقريباً محصن بسور تدعمه عضاضات مربعة الشكل (3 -4)م وفيه أبراج مراقبة وهي مربعة أيضاً.
وتتألف من عدد كبير من المنازل السكنية والقصور والحمامات والكنائس والجوامع ويشقها شارعان كبيران مستقيمان شرق - غرب، وشمال - جنوب.
وتعتبر البيوت السكنية في هذه المدينة ذات مخطط عمراني مميز يمثل نموذجاً مهماً للمنازل ذات الباحة الداخلية، وقد استعملت في البناء الحجارة البازلتية المنقولة من أماكن بعيدة في الزوايا والبوابات والأماكن المهمة من البنى بينما استخدم اللبن المتواجد بكثرة في الموقع لاستكمال البناء.
المرافق
وتضم المدينة مجموعة كبيرة من خزانات المياه إضافة إلى الأحواض الكبيرة الشبيهة بالبحيرات والتي تنتشر في محيطها، وتحصل على الماء من الأقنية التي تصلها من أماكن بعيدة لمسافة عشرات الكيلو مترات وداخل المدينة شارعان رئيسيان متقاطعان إضافة إلى شوارع فرعية، أما عن سور المدينة الذي ذكرناه سابقاً فتجدر الإشارة إليه فيبلغ قطره 1.8 كم مزود بصفائح بازلتية لحمايته من الرطوبة والحت.
كذلك للمدينة بوابات عديدة أهمها البوابة الغربية التي ينتهي إليها الطريق القادم من حماة.
الكنائس والحصن
وتتوزع في الكنيسة أثنتا عشرة كنيسة مختلفة الأحجام ولكنها ذات طابع سوري أهمها الكنيسة البازليك الكبري التي تقع إلى الغرب قليلاً من الحصن والتي لاتزال بعض أطلالها قائمة وتعود معظم كنائسها إلى القرن السادس الميلادي.
ويتوسط المدينة حصن مربع الشكل مزود بأربعة أبراج على الزوايا ويتوسط ضلعيه الغربي والجنوبي بوباتان عليهما كتابات وزخارف تؤرخ للبناء في عام 564 للميلاد، وتذكر اسم راعيه المدعو توما الذي بنيت أكثر الأبنية تحت رعايته.
أسلوب البناء والوقاية من الزلازل
المخطط العام للحصن النموذج هو مجموعة من الغرف والفراغات التي تصطف حول باحة مركزية وتتقدم هذه الغرف أروقة تقوم على ركائز حجرية من الحجر البازلتي تحمل عقوداً من الآجر المشوي وقد بني الحصن والحمام ومعظم الأبنية المهمة بالأسلوب المتناوب بين الحجر البازلتي والمداميك الآجرية، وهو الأسلوب المتبع في قصر ابن وردان القريب من المدينة، وهو أسلوب يعتمد للوقاية من الزلازل..!



منقول 
شكرا لتعليقك