الجدل الحاصل حول الدواء الخافض للضغط الفالسارتان
أكثر ما يشغل صفحات التواصل الاجتماعي هذه الأيام قضية دواء الضغط فالسارتان المسرطن ...
تجدر الأشارة في سير الأحداث منذ اكتشاف الشائبة و صدور التعميم من قبل وكالة الأدوية الأوروبية EMA تتبادر الأسئلة التالية :
لماذا لم تكتشف الشركة الصينية Huahai الشائبة إلا بعد 22 عام من إنتاجها للفالسارتان ؟
لماذا Huahai بالتحديد ؟ و هي المنتج الأكبر للفالسارتان في العالم و التي يفوق إنتاجها منه حجم إنتاج Novartis نفسها من المادة (على الرغم من أن Novartis هي صاحبة براءة الاختراع ) ......
من المستفيد الآن من توقف المزود الأكبر للفالسارتان للعالم ؟ و من هو البديل ؟
قد نحصل على جزء من الإجابة عندما نعلم أن Huahai هي من الشركات الصينية القلائل التي تستطيع تصدير المواد الأولية إلى أوروبا و الولايات المتحدة ....
شركة Huahai هي الشركة التي أقضت مضاجع Novartis ( التي انتهت صلاحية براءة اختراعها الفالسارتان في 2012 ) بالمنافسة التجارية ....
لماذا ظهرت شائبة NDMA فجأة في الإعلام ، على الرغم من أن دستور الأدوية الأمريكي و كل دساتير الأدوية في العالم لا تشترط معايرة هذه الشائبة في هذا الدواء ؟
من قال بأن مصادر الفالسارتان الأخرى ( سواء كانت صينية أم هندية أم أسترالية ) هي سليمة أو لا تحوي الشائبة ؟ أو أن زمرة الادوية المشابهة للفالسارتان بشكل عام لا تحوي نفس الشائبة ؟
هل يوجد توصيات عالمية بأن الشائبة يجب أن لا تتواجد أبداً في الدواء ؟ أو أنها يجب أن لا تتجاوز نسب محددة ؟
للعلم فقط ، فإن منظمة الصحة العالمية تؤكد وجود شائبة NDMA في مياه الشرب ( التي تعرضت للتعقيم بالكلور ) و أن نسبتها يجب أن لا تتجاوز حدود معينة ....
و للعلم أيضاً فإن شائبة NDMA (المسرطنة) تتواجد في السجائر و الأسماك و اللحوم المقددة ، حتى أن تحذيرات الإصابة بالسرطان مكتوبة بالخط العريض جداً على علب السجائر (و ليست مكتوبة على علب الفالسارتان ! ) ...
هل تدفع شعوب العالم الثالث ثمن لعبة اقتصادية عابرة للدول و للقارات ؟
الأغرب هو طريقة تناول صفحات وسائل التواصل الاجتماعي (و للأسف بعضها يدار من صيادلة) للقضية أثار البلبلة و الذعر و ترويع المرضى حتى سادت الإشاعات بأن الفالسارتان هو كائن مسرطن و امتلأت المشافي و العيادات بالمرضى الذين شعروا مباشرة بأعراض السرطان تسري في أجسادهم .....
بالنهاية لا بد من التذكير أن تعميم وزارة الصحة موجه إلى مزودي الرعاية الصحية الأولية (أفراداً و مؤسسات) و إفشاء التعميم و التعامل معه بسطحية يخالف القسم الصيدلاني بالحفاظ على سر المهنة .....
إن طريقة إيصال المعلومة للمريض هي أحد مهارات الطبيب و الصيدلي ، و قد تؤدي لشفاء المريض أو قد تؤدي لمقتله ...
منقول .
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء