الحمى المالطية
هي مرض إنتاني يحدث نتيجة الإصابة بجراثيم البروسيلا ، وهي من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان ، إذ تحدث الإصابة عند الإنسان بعد انتقال الجراثيم إليه من الحيوان ، عن طريق التماس المباشر مع هذا الحيوان أو عن طريق تناول منتجاته اللبنية .
ولجراثيم البروسيلا ستة أنواع ، لكن ثلاثة منها فقط هي المسؤولة عن انتقال المرض إلى الإنسان ، وهي :
جراثيم البروسيلا المالطية ، وهي تصيب الأغنام والماعز والجمال ، وتعتبر أكثر الأنواع المسببة للمرض عند الإنسان ، ويكون سير المرض بها شديدًا .
جراثيم البروسيلا المجهضة ، وهي تصيب الأبقار ، وتعتبر قليلة الإمراضية للإنسان ، ويكون سير المرض بها خفيفًا .
جراثيم البروسيلا الخنزيرية ، وهي تصيب الخنازير ، ونادرًا ما تحصل إصابة الإنسان بها .
وتتمتع الأنواع الثلاثة بقدرتها الكبيرة على تحمل تغيرات الوسط الخارجي ، إذ تستطيع العيش في الماء والتربة حتى ثلاثة أشهر ، وفي الحليب عشرة أيام وأكثر ، وفي الجبن 45 يومًا تقريبًا ، وفي الصوف ما يقرب من الثلاثة أشهر ، ولكن لا تتحمل البروسيلا درجات الحرارة العالية ، فتموت بالغليان فورًا ، أما في درجة حرارة 60 مئوية فتموت بعد 30 دقيقة .
كيف تنتقل عدوى الحمى المالطية ؟
توجد جراثيم البروسيلا في دم ولحوم الحيوانات المريضة ، وتطرحها الحيوانات مع السائل المحيط بأجنتها عند الإجهاض ومع البول والبراز والحليب ، ويمكن أن تنتقل العدوى إلى الإنسان بثلاث طرق :
عند ملامسة إفرازات الحيوانات المريضة أو ملامسة المواد الملوثة بهذه الإفرازات ، أو عن طريق الماء الملوث بهذه الإفرازات ، حيث تدخل الجراثيم عن طريق الفم أو ملتحمة العين أو عن طريق الجروح .
عند تناول المواد الغذائية من الحيوانات المصابة ، كتناول حليبها أو الجبن أو القريشة المصنعة من حليبها غير المغلي ، كذلك تناول لحوم الحيوانات المريضة .
الانتقال بالغبار ، وتحدث بشكل نادر أثناء معالجة صوف الحيوانات المريضة .
تقع أكثر الإصابات في فصلي الربيع والصيف ، ففي شهري آذار ونيسان يكون موسم ولادة الأغنام والأبقار ، وتكثر حالات الإجهاض في هذه الفترة مما يؤدي إلى موجة انتشار للعدوى ، وفي شهري أيار وحزيران يبلغ إدرار الحليب ذروته وتحدث موجة ثانية من انتشار العدوى .
كيف تتظاهر الإصابة ؟
قد تستمر فترة الحضانة بين أسبوع وثمانية أسابيع ، فيبقى المرض لفترة بدون أعراض .
ثم تبدأ مرحلة الأعراض الأولية ، فيعاني المريض من أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا (تعب شديد وإرهاق وخمول في الجسم) ، ثم تبدأ آلام العضلات والمفاصل والشعور بقشعريرة ، وتستمر هذه الأعراض من أيام إلى عدة أسابيع .
بعدها تبدأ مرحلة الأعراض الحادة ، إذ ترتفع درجة الحرارة وتصاحبها قشعريرة شديدة ، ثم تنخفض فيما بعد بصورة دورية ، ولذلك تسمى بالحمى المتموجة ، ويبدأ المريض بالتعرق الشديد خاصة أثناء الليل ، ويحدث لديه نقص شهية لدرجة قد تصيبه بالهزال ، إلا أن حالته تبقى جيدة لمدة طويلة تمكنه من أداء أعماله اليومية ، ثم بعد ذلك يبدأ المريض بالشكوى والمعاناة من سرعة التعب ، والصداع ، وآلام شديدة في بعض المفاصل مع تورمها ، وتتميز هذه الآلام بظهورها المتموج بين الحين والآخر ، وقد تعيق المريض عن ممارسة حياته اليومية ، كما تحدث تغيرات في الجهاز العصبي (التهاب عصب وركي وآلام الأعصاب) ، ويصاب الجهاز التناسلي (التهاب الخصية والبربخ والتهاب المبيض وقنوات فالوب واضطراب الدورة الشهرية) ، وقد تتضخم العقد اللمفاوية عند بعض المرضى ، وقد يتضخم الكبد والطحال في الأيام الأولى من الحمى ، ويستمر هذا التضخم لفترة طويلة .
عندما يستمر المرض من شهر إلى ثلاثة أشهر يعرف بداء المالطية الحاد ، ومن الممكن في حال تأخر العلاج أن يتطور المرض إلى ما تحت الحاد إن زادت فترة المرض إلى أكثر من ثلاثة أشهر ، وقد يتحول المرض تحت الحاد إلى المزمن تدريجيًا وذلك إذا زادت فترة المرض لأكثر من ستة أشهر ، وتتناوب فترات خمول المرض وانتكاساته ، وقد يستمر المرض من سنتين وحتى ثلاث سنوات .
إعداد :الدكتور مصطفى مومني


خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء