pregnancy

الوعي الانساني الجديد (9) اعتماد الثورات السلمية كطريقة للتغيير..(تتمة)








الوعي الانساني الجديد 

(9) اعتماد الثورات السلمية كطريقة للتغيير
.................................................................
(تتمة) 

تتمة الملاحظات الاستشرافية حول هذه القضية:

7.  الثورة والمال: على عكس ما يتوهم البعض لا تحتاج الثورة السلمية إلى المال، لسبب رئيسي أنها لا تحتاج أسلحة؛ فسلاحها الحقيقي هو صمود الشعب وتوحده وتماسكه في وجه الطغيان وفي وجه الفساد،  وبالتالي فهي في غنى عن الدعم الخارجي، والاستلاب للدول المغرضة. الأموال البسيطة التي تتطلبها الفعاليات الاحتجاجية يمكن أن تؤمن من مساهمات الأفراد المالية والعينية. كلما ازدادت الثورة فقرا إلى المال كلما ازدادت غنى في روحها وقيمها تأصلت فيها وحدة الشعب المكافح  

8.  الثورة على الذات. لا يمكن للإنسان أن يكون ثائرا على مخازي المجتمع أن لم ثائرا على نفسه أولا ومغيرا لها، فكيف نصرخ من أجل الإصلاح ونحن فاسدون من الداخل، قبل ذلك علينا أن نبدأ فعلا بإصلاح ذواتنا. أن الثورة لا تنفصم عراها عن الإيمان بالله لسبب أساسي أن الله يريدنا انقياء شرفاء واقوياء في وجه الباطل وفي وجه الطغيان وفي وجه الفساد.إن الثائر الحقيقي هوإنسان يمتلئ بالقيم النبيلة والأفكار السامية. الثوار الحقيقيون ينتجون ثورة حقيقية بعيدة عن القتل والسلب والاباحية والقمع والطغيان.

9.  لكن متى تصبح الثورة المسلحة ضرورة؟
تصبح كذلك عندما تمارس الإمبريالية أو النظام الديكتاتوري عبودية موصوفة معلنة أو غير معلنة، فيها يتحقق قتل المواطنين جملة بمحاكمات صورية، ويرغمون على العمل بأجور متدنية جدا، كما يتحقق فيها التعسف الحكومي الطائش من اعتقال وتعذيب وانتهاك للحرمات وللأعراض وللقيم الإنسانية. على سبيل المثال لا يمكن مجابهة الدولة النازية بالثورة السلمية كون النازيين لم يعترفوا أساسا بإنسانية البقية، وهذا الأمر
ينطبق على الصهيونية وعلى الإرهاب الحالي

10.  من أهم ملامح الثورة الحقيقية مشاركة المرأة وبفعالية في نضالها ومسارها، ولهذا يعمل أعداء الإنسانية في زمننا الحالي كل جهدهم لتخريب المرأة وتحويلها من كيان إنساني يمتلئ بالأمومة وبالفكر والإبداع إلى كيان جنسي خال من الأفكار والرؤية الجمعية. وللأسف عوم هذا التيار من خلال الانحلال والاباحية من جهة والانغلاق والتعصب ضد المرأة من جهة أخرى. ولهذا يجب الوقوف ضد هذا التيار الجارف بمعوليه الهدامين، وتضافر جهود الرجل والمرأة معا لانتشال الإنسان من هذا المنحدر.

11.  الثورة لا تعني الفوضى ولا الانفلات ولا التسيب من القيم الأصيلة بل تعني استعادة إنسانيتنا وقيمنا المفقودة. ولهذا لا يعتد بالثوريين الفوضويين ولا يرتجى أمل من الثورة الفوضوية؛ وعلى العكس منها الثورة المنظمة المبنية على قيم غير مهادنة هي التي يعول عليها في بناء مجتمع جديد، فالنظام والالتزام بالنظام هو العمود الفقري للبناء المجتمعي الجديد شريطة ألا يؤسس نظام الثورة لقمع وديكتاتورية جديدة، ولهذا يجب أن تنطلق التشاورية والديمقراطية دون تأجيل فور انطلاقة الثورة لتصبح جزءا منها

12.  الثورة الدائمة. غالبا ما تتحطم الآمال بعد نجاح الثورات التي انحرفت عن طريقها الأساس، وذلك بوصول ديكتاتورية جديدة إلى الحكم أو بوصول الانتهازيين وتغييب الأبطال الحقيقيين الذين انجحوا الثورة. ولهذا يجب ألا تتوقف الثورة باستلام السلطة بل يجب أن يتحول الثوار إلى بناة ونقاد وحراس لحرية الرأي وحرية النقد الاجتماعي الاقتصادي والسياسي، فسلم الارتقاء لا ينتهي وليس له مدة صلاحية ولهذا فإن الفهم العميق للثورة هو فهم نقدي تغييري تطويري للإنسان كفرد وكمجتمع.



علي حسين الحموي

شكرا لتعليقك