pregnancy

آهٍ ياشمس بلادي كم تشبهين الرغيف!!





آهٍ ياشمس بلادي كم تشبهين الرغيف!!



حين رفعت الحرب دخانها واتخذت هذه العجوز التي شاخت وهي جاثمة فوق جسد الانسانية من الأشلاء والجماجم سُبحة لها.. وتقلدت حبات الدمع عقداً على عنقها  ذي الحنجرة الكهفية السبطانية المرعبة..
شعرت أن قرص الساعة انتزع عن الجدار واتسع بحجم المدينة وأصبح أرضية لها وباتت عقاربه العملاقة المرعبة كرمحٍ هائل لمجانين دون كيشوتيين .. كأن عقارب الساعة مقصٌّ هائل يزيل من المدينة ماشاء..
يا أيتها المناجل التي تحصد ذكرياتنا أوابدنا أحلامنا أطفالاً في تكة واحدة ..
ياأيتها الحرب القبيحة التي تتخذين منهم جميعاً تسلية تدخنينهم جميعاً وتنفثينهم جميعاً غبارا ورمادا في أفق البلاد.. ساعاتنا على الجدران فقدت ألوانها .. ملامحها كل مافيها وترهلت وأضحت كدائرة المشانق.. كل الوقت بطعم الفناء.. الساعة الآن الثانية قبل منتصف الموت!!
الساعة الآن الثامنة بعد منتصف الموت!!
الجثة آمنة الآن.. ويمكن أن تعود الروح إليها.. لولا أن الجراثيم استفحلت في داخلها.. غلفتها بالشعارات وأخذت تقضمها تحت الشِعار.. يزدحم العالم الافتراضي بالطيبين وصراخهم ويزدحم الواقع بالخبائث وصخبها..
والساعة على الجدار فقدت كل شيء واستحالة نفقاً كي نهاجر.. أو طلاقية كي نعفش وتعيش.. وبعض الساعات تعرت وتقلصت وسقطت حبوب مخدرات في أكف المتعبين.. ضاع زمان البلاد.. مللت من رؤية تلك الطقوس طوال السنوات الثمانية طقوسٌ كطقوس الهنود الحمر البدائيين بركان ينفجر وهي يقدمون بعض فلذات أكبادهم قرابيناً ويرقصون ويطبلون ويهللون.. الدخان النابت من الأرض يشد خيوط النور يفكك كرة الشمس وهم يرقصون.. السماء تمطر سكاكينا.. بساتينٌ تنمو سكاكيناً سكاكينا.. وهم يرقصون .. لعل رقصة الطائر الذبيح سخرية الحياة من الموت.. ذلك أن طائراً آخر يكسر القشرة على ذات الأرض ليرى السماء.. ليتنا نرى السماء!!
نحن نكاد نقتلع عيوننا ونضعها في جيوبنا لنواكب ونرى كم تبقى من مسافة رغيف كي لايجوع صغاراً..
بنوا سماء تحت سمائنا.. ليس فيها الله بل فيها هم غيومها دخان سجائرهم ودخان اطارات سيارات أبنائهم وهم (يخمسونها) في الشوارع ومطر تلك السماء خيوطٌ تخولهم اللعب بنا بأحلام أطفالنا بمصائرنا كي يملؤوا جيوبهم.. انظر الى الساعة في معصمك تراها مرآة تريك شيبك ونزف السنين من مساماتك.. قصورهم سياراتهم تزداد شباباً والرغيف هو الرغيف غدا كعجلتين لكرسي عاجز.. يحرك ذراعيه طوال الحياة كي يمسك الرغيف ويستمد منه القوة للوصول إلى رغيفٍ آخر.. آهٍ ياشمس البلاد كم تشبهين الرغيف حتى غدى الشعب دموعاً وطحين يخبزنا كل ذي ذراعٍ طولى قوية ، كما يشاء.. آه يامستقبلنا يا أمانينا سامحينا سامحينا.. لا.. لاعناق .. لاتعاتبينا.. لا نجرؤ أن نبعد عن حواف الرغيف أيادينا..

سامر منصور 
شكرا لتعليقك