pregnancy

خطوات أولى في محاربة الإرهاب









خطوات اولى لمكافحة الإرهاب 

إن العلاقة( بين الجزء والكل) هي الية دماغية موجوده عند كل البشر الأسوياء، يمارسونها دون انتباه اليها فهي الية التفكير والتحكيم الاساسيه لدماغنا وذلك عندما نحلل قصة او قصيده او خريطه جغرافيه او اي شي يحتاج جهد لفهمه، بينما مرضى التوحد لايملكون هذه الخاصيه بسبب خلل وظيفي في الدماغ، يجعل تركيزهم يتم على الجزئيات ، ففي احد مشافي التوحد رسمت طفله عمرها سبع سنوات لوحة سميت( الفارس) بدقه تعادل شخصاً تجاوز الثلاثين من العمر، ولكن بطريقه غريبه، فقد رسمت ركاب الفارس بمنتهى الدقه، ثم انتقلت الى عرف الفرس وانجزته تماماً ثم الى الذيل، وتابعت رسمها بين اطراف لارابط بينها الى ان انجزت اللوحة، وترى في مثال اخر حكاية عن متوحد شده نور الاشاره الضوئيه فلم يعد يسمع شيئاً من ضجيج السيارات ، وعبر الشارع فسبب لنفسه حادثاً اليماً. 
والآن عندما ننظر الى منهجية التعليم الديني نجد انها تركز على ربط جزئية بجزئية اخرى.. فهذه الفتوى مثلاً مرتبطه بهذا النص المقدس ، وهذه مرتبطه بقاعده فقهيه، وتلك مرتبطه بإجماع، والذي يصح ان نستنبطه بهذه الطريقه لا يجوز ان نستنبطه هناك، واحياناً يستخدمون المنطق بشكل محدود ليتجاوزوا اشكالاً ،ولكن دون الاشارة اليه ثم يعودوا لينهوا عن المنطق هناك ، بل ان تكفير  (المناطقه) اي الذين يشتغلون بالمنطق... هو امر شائع في كل الكتب الدينيه على اختلافها، واحياناً يضطرون الى استخدام العقل وقوانينه اذا دعت الضروره، رغم انهم يقولون بعدم حجية العقل.. ولعل اكثرهم تشدداً في الغاء العقل هم. السلفيون( الوهابيون) وما تفرع عنهم من القاعده والفيج الاعوج. 
هذا المنهج الذي يتعامل مع الجزئيات بشكل الزامي يحول الدماغ السليم للانسان الى دماغ مصاب بمرض التوحد،
 ولنا الحق هنا بالسؤال ، كيف يمكن لمريض أصاب نفسه متعمدا بمرض التوحد ان يتعامل مع اصحاء، وكيف للأصحاء ان يجعلوه يفهم انه بحاجة الى تصحيح الية تفكيره اولاً ومن ثم مخاطبة الناس. 
لقد انتبه العالم الجليل( ابن حزم الاندلسي) الى هذا الاشكال وقام بإنشاء مذهب كامل متكامل يعتمد القياس الأرسطي( نسبة لأرسطو)  يقوم على المنطق كأساس له، وتعامل مع جميع المقولات الدينيه في اطار صوره عقليه شامله ،وانتشر مذهبه( المذهب الظاهري) بقوه، فانحنت المؤسسات الدينيه امام الموجة العاصفه ثم التفت عليها وهمشت مذهبه ولم يعد يسمع به الا من اراد بجهده الفردي. 
والآن بعد التحديات التي ظهرت في عصرنا الحالي، وأمام زحف المتوحدين القادمين من صحراء الفكر، وأمام مظاهر الخرف العقلي المسمى زوراً( علم) ،انه يجب دعوة العقلاء الى
1-اعادة حجية العقل الى واجهة التعليم الديني 
2-الكف عن ترداد مقولة.. النقل مقدم على العقل.. لانه ببساطه شديده.. هل يمكن ادراك النقل الا بالعقل..? 
يجب التركيز على ذلك لأن أمامنا مهمات تنتظرنا ويتوجب علينا انجازها ،فكما فعل اسلافنا في العصر العباسي عندما بدأوا بتدوين علوم الامم المتحضره، فنفعل كما فعلوا هم في عصرهم ، وبذلك نكون قد وضعنا أرجلنا على أول سلم الحضاره المعاصره، وستختفي مظاهر التطرف والإرهاب وتهزم أمام العقل الذي هو نور الله. 
وفي الحديث القدسي( أول ما خلق الله، خلق العقل)
---------------------

عمار يماني
شكرا لتعليقك