pregnancy

الوعي الانساني الجديد (11) صون حرية الإنسان وخصوصيته ومحاربة العبودية والجريمة بأنواعها (بقية)









الوعي الانساني الجديد (11)
صون حرية الإنسان وخصوصيته ومحاربة العبودية والجريمة بأنواعها  (بقية)
.................................................................
 

10.  الوقوف في وجه طعن الطفولة وامتهان المرأة. رغم كل الشعارات التي يطلقها الكثيرون عن المزيد من الحرية للمرأة، وسلطة القرار فإنها بالوقت نفسه تتعرض إلى امتهان شديد في كرامتها وخصوصيتها، فمن ناحية تفرض الأعراف الجديدة أن تضطلع المرأة بمهامها كاملة كعاملة أو موظفة، إضافة إلى مهامها كاملة كأم. ولأن قوانين العمل آخذة بالتراجع التدريجي تجاه المرأة، فإن التقصير سيكون حتما تجاه أمومتها (تأجيل لفكرة الزواج) او تجاه أطفالها (نشأة الأطفال دون رعاية كافية) او على بيتها بالعموم (انهيار كثير من العلاقات الزوجية بسبب عمل المرأة الطويل أو بسبب الفهم المغلوط للاستقلالية الاقتصادية) كل هذا يهدد طبيعة حياة المرأة ودورها الأساس في الحياة. 
من ناحية ثانية يروج كثيرا في الإعلام وفي هوليود مشاهد ضرب المرأة وهو أمر كان مستهجنا" في الماضي. أما بخصوص الطفولة التي كانت خطا" أحمر في كل الأعراف الدولية والسياسية فقد أصبحت مستباحة في زمننا الحاضر، فيمارس القتل والحصار والتجويع وغيرها من وسائل بذرائع واهية لا تدل إلا على استهانة بحياة الأطفال ومستقبلهم.

11. مواجهة مسألة انتهاك خصوصية الانسان. قبل سنوات قليلة كان انتهاك خصوصية الإنسان من الأمور المستهجنة إلى حد بعيد. اليوم بعد السطوة الأمنية والمخابراتية بسبب تغير الظروف الدولية المعاصرة أصبحت مسألة انتهاك خصوصية الانسان من المسلمات، بذريعة محاربة الإرهاب مع العلم أن من يدعون ذلك هم نفسهم صانعو الإرهاب ومموليه، لهذا يجب الموازنة بين الا تصبح المخاطر ذريعة للحكومات لتقوية الرقابة والسطوة وانتهاك الخصوصية، وبين إن لا  يتمكن الخونة والجواسيس من ممارسة نشاطهم الإجرامي بكل أمان، وهذا لا يتحقق إلا بمعادلات ومنظومات عالية الذكاء يشرف عليها المجتمع كي لا يساء استخدامها.
 من ناحية أخرى أصبح العديد من الأشخاص يقومون بعرض خصوصياتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون أي رادع قيمي، هؤلاء أيضا يجب أن يتعرضوا للمساءلة القانونية الصارمة، كونه يقومون بسوابق خارجة القيم سرعان ما يؤدي انتشارها إلى مزيد من الانحدار .  

12. الكفاح المستميت ضد التعمية والتنسية وعودة البدائية وظهور آكلة لحوم البشر. تقوم المخططات الإجرامية الصهيونية وقريناتها بنشر التسطيح الثقافي والتعليمي تساعدهم في ذلك حكومات مشبوهة وعميلة، إن هذا الأمر يؤدي بعد أجيال إلى جهل بالحقائق عن عالمنا الذي نعيشه سواء كانت حقائق تاريخية أو سياسية أو حتى معرفية، وبالتالي عدم القدرة على تفسير ما يحدث من أمور سياسية واجتماعية واقتصادية، وهذا يحصل بسبب فقدان الأرضية المعرفية للفرد والمجموعة وضعف التواصل المعرفي بين أفراد المجتمع. 
هذا يضعف البصيرة لدى المجتمع وتسود حالة من التعمية التي تزداد مع الفوضى المجتمعية نتيجة للحروب والنزاعات والمآذق الاقتصادية، وتصل ذروة التعمية حينما يتحول الفرد إلى شخص غير منتمي، ضاربا"  بعرض الحائط كل المعارف والقيم التي اكتسبها وكأنها كذبة كبرى، فيفقد الوطنية والعقيدة والروح الإنسانية، ويتحول ولائه الأول والأخير إلى المال وإلى مصلحته الشخصية الضيقة التي قد تتخطى أيضا" الأسرة التي ينتمي اليها، هنا يتحول الإنسان إلى حيوان ناطق يتبع سجيته وغريزته دون أن تعمق أو استدلال أو استنتاج.
أما التنسية فلا تتم إلا بعد تراكم أجيال من مخرجات التعمية اي أجيال من العميان فاقدي البصيرة. 
التنسية تجعل المجموعات والمجتمع (المتفكك أصلا) على جهل كبير بتاريخه وحضارته وثقافته، وتصل الذروة بأن الشعب ينسى لغته لصالح لغة أجنبية أخرى، وينخفض عدد الكلمات المستخدمة في التخاطب إلى رقم هزيل يدل على مدى التسطح والانحطاط الذهني والفكري ويدل أيضا على انعدام التفاعل الاجتماعي تقريبا بين أفراد المجتمع واقتصاره على الضروريات وعلى الأمور المصلحية والغريزية.
 قد تصل بعض الجماعات (بعد فقدان الصفة المجتمعية بسبب التفكك التام تقريبا) إلى نسيان اللغة وانعدام التعليم وعودة البدائية البهيمية من جديد.
من ناحية أخرى أن الحروب الأهلية التي تعمل الإمبريالية المتصهينة على نشرها في كل أنحاء العالم لن تتسبب بالخراب والويلات المادية والمعنوية وقتل عشرات الملايين وحسب بل ستؤدي أيضا إلى ظهور اكلة لحوم البشر، وقد يظن البعض أن في ذلك مبالغة، لكن جردة سريعة على إحصائيات العالم، الصين وحدها 1.3  مليار نسمة والهند 1.4  وفي حال نشوب حروب بينية أو داخلية فإن الفوضى والخراب سيؤديان إلى انقطاع المداخيل الحكومية والخاصة، وهو أمر سينتهي بالمجاعات.
 ومع تراجع القيم الدينية والفكرية وكذلك الإنسانية ستمارس كل السبل الممكنة للحصول على المال أو البقاء على قيد الحياة بما فيها السبل المنحطة جدا وهذه واحدة منها نتيحة لتعطل الزراعة والصناعات الغذائية، وانعدام القيم.

علي حسين الحموي
شكرا لتعليقك