أدلب سوريّة رغم كل الأطماع
الجيش التركي يثبت نقاطه بموجب اتفاقات أستانا لكن تصريحات الرئيس التركي تكشف الكثير “ضمنياً”!
يبدو أن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” ماضٍ في تطبيق سياسة الدولة العثمانية التي قال في تصريح قريب إن تركيا امتداد لها، فبالرغم من أن دخول الجيش التركي إلى إدلب تم بغطاء من أستانا لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن الأطماع التركية ماتزال تتكشف يوماً بعد يوم، بينما يبدو أن دمشق تعول على الجانب الروسي لكبح جماح التركي ولجمه حين تقتضي الحاجة.
ومع التصريحات المتكررة للرئيس التركي والتي أعلن من خلالها نيته التوجه إلى إدلب بعد الانتهاء من العدوان على عفرين السورية، أكدت مصادر من درع الفرات أن فصائلها نجحت في وصل ريف إدلب الشمالي مع المناطق التي سيطرت عليها المعارضة مؤخراً بالقرب من ناحية جنديرس بالقرب من عفرين، ويبدو من هذه السيطرة أن الجيش التركي يعمل جاهداً ليس فقط في مواصلة عدوانه على عفرين وإنما في تحقيق تطلعات الأطماع التركية الرامية كما يبدو للسيطرة على إدلب.
بالتزامن مع هذه الأحداث أنهى الجيش التركي تثبيت نقطة جديدة له في محافظة “إدلب”، بعد دخوله إلى منطقة “تل الطوقان” غربي مطار “أبو الظهور”، وهي الخامسة من أصل اثنتي عشر نقطة تم الاتفاق عليها مع الجانب الروسي في محادثات أستانة.
وبحسب تصريحات صحفية لفصائل الجيش الحر المنضوية ضمن درع الفرات فقد تم نشر رتل عسكري تركي يضم 80 آلية ثقيلة في بلدة “تل الطوقان” شرق مدينة “سراقب”، حيث ضمت عربات ودبابات، إلى جانب مدفعية ثقيلة بعيدة المدى.
ويأتي ذلك بعد أيام من دخول وفد تركي إلى مدينة سراقب، وقيامه بعمليات استطلاع للأوتوستراد الدولي دمشق- حلب، وبعد يومين من اتصال هاتفي بين الرئيسين، التركي “رجب طيب أردوغان”، والروسي “فلاديمير بوتين”، اتفقا خلاله على إقامة مواقع مراقبة عسكرية جديدة في إدلب، بحسب ما أوردت الوكالات الإخبارية.
وبحسب خريطة السيطرة الميدانية، تتركز ثلاثة نقاط مراقبة في ريف حلب الغربي، بعد اتفاق بين “هيئة تحرير الشام” و”تركيا” على نشرها، وتبعها مطلع شباط الجاري نقطة مراقبة في “تلة العيس” جنوبي حلب، وصولًا إلى النقطة الخامسة في “تل الطوقان”.
وكانت وكالة “الأناضول” التركية، قد قالت عند بدء الانتشار نقلاً عن مسؤول تركي: «إن المرحلة الأولى من انتشار الجيش التركي، سيكون في المنطقة الممتدة بين “إدلب” ومدينة “عفرين” بمحافظة حلب»، وهو ما يقوم به الجيش التركي الآن بالتنسيق مع “الجيش الحر” لوصل الخطوط بين “إدلب” و”عفرين”، وبالإتفاق مع الدولتين الضامنتين لوقف إطلاق النار في سورية (روسيا وإيران).
ويزعم الجانب التركي أن انتشاره يأتي لدعم توفير الظروف الملائمة من أجل ترسيخ وقف إطلاق النار في سورية بين الحكومة والمعارضة، وإنهاء الاشتباكات، وإيصال المساعدات الإنسانية، وتهيئة الظروف المناسبة لعودة النازحين إلى منازلهم، معتبراً أن “توفير الأمن للمدنيين يمنع حدوث موجة لجوء محتملة إلى تركيا”.
وكانت القوات السورية قد استهدفت نقطة مراقبة تركية عشية انعقاد مؤتمر “سوتشي” بالقرب من بلدة “العيس” المتاخمة لمدينة عفرين، وجاء هذا الاستهداف، بعد يوم من سيطرة القوات التركية على جبل “برصايا” الاستراتيجي، ورفع العلم التركي عليه.
وتم تأسيس أربعة مناطق لوقف التصعيد في سوريا، إحداها في إدلب (وتشمل جزءاً من محافظة حماة)، والثانية شمال مدينة “حمص”، والثالثة في “غوطة دمشق” الشرقية، والرابعة في محافظة “درعا” على الحدود مع والأردن.
وبموجب الاتفاقية، من المنتظر أن يشكل الجيش التركي 12 نقطة مراقبة تدريجياً تمتد من شمالي “إدلب” إلى جنوبها.
ومن المنتظر أن تنتشر قوات روسية، على الحدود الخارجية لمنطقة خفض التوتر في “إدلب”، على خط الجبهة بين الجيش الحكومي وقوات المعارضة، عقب استكمال الجيش التركي تشكيل نقاط المراقبة بحسب الاتفاقات الضامنة التي جرت في أستانة.
منقول
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء