pregnancy

المدينة التي اسكنها بعيدة








المدينة التي اسكنها بعيدة 

***
عندما أتيت كانت الأرض تدور والشمس بعيدة 

عندما أتيت لم تفرح الأشجار ولم تهدم الأبنية خيالاتها 

عندما أتيت سرت ولم اصل بصقت في شراييني ..خنت أبي وأمي بعت ساعدي للهواء 

علقت مشنقتي على حافة الأرض ... وركضت 

عندما وصلت ابتعدت و ظلت الأرض تدور والشمس بعيدة 

الغربة تعد لي القهوة والمجازر ..الغربة تشعل لي السجائر والكتب الصادرة حديثا 

الغربة تقفل باب الغرفة علي وتهاجر 

القصائد تنام مع الصواعق في الغابة 

المدينة التي اسكنها بعيدة 

علي إذن أن أتدحرج نحو الينابيع 

لا أستطيع أن أموت الآن مشاغلي كثيرة 

لكن هذه الطريق للمسلخ جعلتني أتسائل هل أنا أشبه الشاة 

لتات بخلخالك وثيابك الملونة بقلبك المدهون بالألوان 

الزيتية وجميع أنواع الضحك 

لتات بأنفك الطويل و اذنتيك الضامرتين وعيناك الشبيهتين 

بحبتي كرز لتات أيها الجنون لأقول 

إنني استقبلت مرة في حياتي رجلا عاقلا 

علي أن ابكي الآن مثلما علي أن أكل 

علي أن أقاتل جيشا من الذباب مثلما علي أن اغسل 

وجهي صباحا 

علي أن أنام مثلما علي أن أرى عشرين كابوسا 

... ... 

أنا الأرنب الشجاع سأسمي الأشياء بأحزانها 

واختبئ في العراء وكي أنسى موتي سأضعه في قلبي 

المثقوب 

أنا الغصن الخارج عن طاعة الأشجار 

انا الأخضر سأقص أصابعي وابقي على أظافري 

أنا الفقاعة التي ستلغي المدائن انه يتحدث بطريقة رائعة 

انه يبتسم بطريقة رائعة انه صديق الورد والنساء انه يملك 

مسدسا رقيقا انه يخبئ الرصاص 

بقلبه انه قاتلي المميز قاتلي الودود 

لماذا اخترعوا السلالم لقد هبط كل شيء 

لماذا أنا أتجول في العالم كالجريمة لمن كل هذه العربة 

المسرعة لمن هذه الكلمة التي صرعتني 

أيها القاتلون في يدي عطر الموت ..وفي أيديكم وردة حياة 

تختنق 

غدا سأحاول أن أكون عاقلا وطويل البال 

أما اليوم فاسمحوا لي أن أحطم هذه الجمادات الواجمة 

هذا العالم الذي يحاصرني بالخرافات والأضرحة 

سأداهمكم بعصفور مبلل بالريش وأقص عليكم السماوات 

في البدء كانت البوابات واسعة وكان الدخول .. اعتذر الآن 

كل شي مغلق سأدهمكم بطائرة 

مصابة بالهدير .. لنضحك 

العالم لم يعد واسعا لا املك شيئا في هذا العالم وهذا 

يدعو للسرور 

املك رغبات لا تحصى وهذا يدعو للحزن 

ولكن المفيد ذكره إنني من سلالة ماء ترفض أي مجرى 

وأي منخفض 

أنا لا اعجن الكلمات وإنما أتلقفها من حجرة النار 

أنا اصرخ إنكم جياع وإنما أهذي مثل عجوز خرفاء 

أننا جميعا نحلم برغيف أننا جميعا نختبئ وراء الكواليس 

نعصر أمعائنا ونبكي هم احرقوا سنبلة في الروح وأنا أهيم 

على وجهي جائعا 

أتلقط الكلمات أدس في معدتي شارعا, مدينة , عالما 

وظل جائعا 

يفاجئني طفل يقدم لي تفاحة اشعر أنني صغير جدا 

احتاج لقصيدة تهدهدني التفاحة ليست لي وليست لك 

أيضا من اجلها تعاركنا 

السكين واقفة مثل شجرة ميتة طفل صغير قضم التفاحة وذهب 

خرجت امرأة عارية من القنينة لم تخرج شهوتي ابتسم 

لي طفل لم أفكر بالقصيدة 

بصق رجل بوجهي لم افعل شيئا سوى أنني تذكرت أن 

الحياة ليست بطعم واحد 

ليس من مكان استعير أضلاعه ليس من طفولة أستريح 

تحت جديلتها 

خانتني القطارات بالت علي الأشجار وتعودت أسناني 

على قضم الريح 

ومازالت عيناي معلقتين على النجوم وحبال البكاء 

كي لا أنام وحيدا على الأرض اشتريت سريرا وأهديته 

للسهر 

أعطتني السيدة قطعة من الطباشير كتبت لها أنت رائعة 

أعطاني الرجل خنجرا حفرت على الحائط اسمه من 

سيكسر يدي 

كي أتعلم البكاء .. لا اعرفه واهرب من هذه المدينة الموبؤة 

كان جسدك فوضويا وشهيا لماذا رتبته وداعا 

سيدتي 

أنا بحاجة لنهدك بضعة دقائق ملف عمري يحتاج لختم 

مصاب بداء الانحطاط ومع هذا نابليون ليس أفضل مني 

بم تفكرين أيتها الأحزان ونحن عاريان على سرير واحد 

الكأس ليست عميقة جدا منفضة السجائر ليست دائرية 

تماما 

هل كنت تعرف هذا فم المرأة مثل الكهف يد المرأة مثل 

جناح 

هل اكتشفت هذا يا لك من غبي مازالت معلقا على 

الحائط كبرواز 

منتظرا أن يكتشفك احد عرت صدرها خطفت يدي ألصقتها 

على ثدييها مثل طابع بريدي 

بعد ساعة ... أو أكثر استيقظت كانت المراة أمي وكنت 

هادئا كالعوسجة 

لا تفرط بذرة من حزنك مادام هذا الليل لم يلوث بالضوء 

لا تفرط بذرة من حقدك مادمت المدينة تشاطرك الاتجاه 

لا تفرط بذرة من حياتك مادمت قدرت أن تحيا 

قبل إن تنام علق قلبك على المشجب كي تكون 

الكوابيس جميلة 

أن تغتالك أغنية فان جنة تنتظرك 

أن تطعنك امرأة بقبلة أذن سيزحف على جسدك ربيع 

أما إن كنت تشبهني فأنت مهدد بالانفجار 

هل حصل أن سقط على ظلك 

هل حصل وتعطل الوطن في صدرك 

هل تعرفني أيها المتكئ على الفراغ أغلق الأسئلة 

وابتسم 

ثمة الآلاف لا ينتظرون من شيئا .

وليد جهاد عيزوقي
شكرا لتعليقك