الثورة الحقيقية (1)
............................
عبر قرنين من الزمن لم تتعرض مفردة أو معنى إلى تشويه وتزييف كالذي تعرضت له كلمة "الثورة" إذ عملت الأحداث السياسية والمؤامرات المحيطة بها على تغيير وتشويه حقيقة الثورة وأهدافها بسبب رغبة الأطراف الطبقية والسياسية والعقائدية في حرف الثورة عن مسارها الأصيل لتصب في مصلحتهم وهواهم.
تكاد تصبح مفردة الثورة وخصوصا القائمة على العنف مرادفا للفشل واللاجدوى والعودة إلى نقطة البداية.
قبل كل شيء علينا نسأل انفسنا عن مدى قدسية المفردة في نفوسنا "الثورة" الكلمة الساحرة التي تنبأ بالتغيير؛ الكلمة الحلم التي دفع الملايين من البشر ثمنا لها !
هل هي الرجاء المنشود ؟ هل جولاتها وصراعاتها وأجواءها الرومانسية هي الهدف عينه، أم أن التغيير الجذري أو الشامل هو مغزى الثورة الحقيقي.
إن أي تفكير منطقي يدرك أن دوافع الثورة هي الرغبة بالتغيير، وأن الحافز الأقوى الذي يبث في الأفراد والجماعات الرغبة والقدرة على التضحية هو الأمل بتحقيق تحول نوعي في التاريخ الوطني أو القومي أو الإنساني ككل.
ولهذا من غير المنطقي أن تتحول الوسيلة إلى غاية وإلى بؤرة تفكير غائية دون إعطاء الهدف ما يستحق من التفكير والذهنية.
ولهذا يجب التركيز على الهدف (وهو التغيير) لا الوسيلة (وهو الثورة).
الثورة أداة التغيير الجذري في المجتمع والتغيير هو الهدف.
(يتبع)
علي حسين الحموي
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء