pregnancy

لذّة الرقاد..أ.مهدي علي رستم

...لذّة الرقاد........
......
كانت عيناهُ شاخصتين   إلى الّلاشيء تحومان  في الكرى البعيد معانقتين أطيافًا تولاها البعد والهجران وفي أديم الأرض أودعَ أرواحًا شفافة تغدو بليله نسماتٍ تلفحهُ بنارِ سَعير الانطباع الأول..
كلّما خلوت بنفسي أسعى جاهدًا وأحاول مرارًا وتكرارًا  أن أطرحُ عليها هذه التساؤلات غير أن النفس تبصر ولا تتكلم تسير ولكنّها لا تلتفت، مغتاظة ومكتظة بصمتها...
فهي ذات عيون تتجلى وأقدام تتسارع، أمّا لسانها فثقيل ثقل هموم الدهر ومعقود لا يجيد النطق

يا معشرَ قومٍ للنوم هواة، ما بالكم مني حين يودع النوم أجفاني وينساب بين أضلعي  كقيثارة تنشد بروحي وتميس بها
أنا أسيرُ وأتجول بأحلامكم كطائرٍ عانق الحضيض
أنا بعيد كلَّ البعد عنكم
لكم أرضكم ولي أرضي
لكم دينكم ولي ديني
لي رب يرأف بي كل ليلة  ويهدهدني بيديه
ويجعل منيّ ألف عاشق مشتاق
تلك اللحظة وددتها ألف عام للقاءٍ أنشدتُ له أعذب الألحان قدمتُ لها قربانًا يدَّعي السلام
من صمت رجلٍ هو للعشق أمان..

النوم حين يسيطر عليكم ويستبسلُ أجفانكم لتغمرها خيوط الليل ولتعقدَ على قمم هممكم عبسة
 لا تخشوها وتخوضون حروبًا فتاكة
لِتصحوا عل واقعٍ تجسد على هيئة أزمان

يأكلني الندم ويلوكني بأضراسه الفتاكة
للحظة خارجة عن طوعي حين أبصرتُ إلى جذوع تلك الشجرة التي نشأت في حرمة بيتنا
لكل واحد منّا حكاية معها
قَوْتِها يساعدني في النهوض من عثرات وتقهقرات جهنمية خلَّفها لي أهلي
إياكم وأن توقظوها من غفوتها السرمدية
وتبتاعون منها أعوادًا حسبتموها دفئاً لكم
إياكم وأن تجعلوا منها مقاعدًا تلهون حولها وسط لجيج وصخب الحياة
إياكم أن ترمقوها أو تجفلوا طيورها بترّهاتكم
 ففي جنبيها ينامُ الحنين وتغفو على أغصانها ألف أمنية ....
لليلةٍ واحدة أشتاق لسكينة الأهوال، لكن الصوتُ حين ينطوي على آذانكم ويعانقُ الحزم الصارم بداخلكم ، يجعلكم لا تدركون حجم خطيئتكم إنّها للعنةٌ تُرافق سنين أيامكم ولغلطةٌ كرسّتها جحافلكم ولندبةٌ عجزتُ عن مداواتها مهما سعيت بالنطق والتوسل لكم
ما من فائدة عبثًا وبطشاً بكم...

يا أغصان مولدي، اغفري لي ولتصفحي عني
حالي كحالُ المدِّ تارةً تدفعني أمواج البقاء وتسلبني كلّ عزيمتي وقوتي وتارةً روحي تعانق غسق الأبدية
فلتظهري لي يا نجمة الشمال وخذيني بعيدًا
أنا راحلٌ وكلي حنين لمهدِّ عشقيَّ الأول
وداعًا أيتها الشبابيك الزيتية
وداعًا أيتها العصافير المغردة
وداعًا لكم يا بني أمي
انصبوا مشنقتي عند الغروب
وقدموني قربانًا لها لعلها تسامحكم
ولتحملوا جثماني بيديكم لا على أكتافكم...
...
اجعلوها نصبًا تذكاريّاً ودعوني ألبثُ تحت ظلالها مناجيًا طفولتي من جديد...........
أ.مهدي علي رستم

خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء

:)
:(
=(
^_^
:D
=D
=)D
|o|
@@,
;)
:-bd
:-d
:p
:ng
:lv
شكرا لتعليقك
Loading...