ثقافة تشكيلية
المدرسة التعبيرية
أحذية فان غوخ
هل حقيقة أن فان غوخ قد اصيب بالجنون كغيره من الفنانين المجانين ؟
هل حقيقة ما يقولون أن الفنون جنون ؟
وهل قصير عندما جدع انفه كان مجنونا ؟
وفان غوخ عندما جدع أذنه كان مجنونا أيضا ؟
والسلفادور دالي عندما عارض بروفيسور الكلية ذات القوانين الصارمة وصرخ في وجهه معلنا تفاهة أنظمة الكلية وتخلفها كان مجنونا ؟
وهل جاليلو عندما قال ان الأرض كروية كان زنديقا ؟
في احدي نوبات جنون هذا العبقري رسم فان غوخ لوحته زوج من الاحذية وكرر رسمها عدة مرات واصفا إياها بتحطيم العادات هل كانت مجرد ردود أفعال على هجران محبوبته له التي من اجلها قطع أذنه. وهل تستحق محبوبته ان يضحي لها بأذنه
هكذا كانت رواية الرومنسيين ففي نظرهم كل ما جرى مجرد علاقة غرامية بين روميو وجولييت
أما الضالعون بالعلم ومن عندهم علم الكتاب فقد اعتمدوا اقصر الأسباب ... لقد جن فنسنت فان غوخ
"انظر إلى عيونكم وتنظرون إلى حذائي "
عبارة عبر من خلالها فان غوخ عن بؤس التفكير الإنساني وانحطاط نظرته إلى أخيه الإنسان ، أثارت هذه اللوحة غضب الطبقة الثرية من المجتمع المسيطر على مقاليد الثقافة والمال ، لقد كرهوا رؤية الجانب البائس من الحياة الذي يذكرهم بظلمهم ، ويعكر صفوهم ويفسد أحلامهم الوردية . فهم ما تعودوا ان يعلقوا في صالوناتهم لوحة لحذاء بائس تعلقت في أطرافه آثار الطين .
لربما قرر فان غوخ في إحدى نوبات جنونه ان يعمل معرضا عن الأحذية الريفية المحناة والمخضبة بطين الأرض . عل الحذاء يكون اصدق تعبيرا من غانية سخرت من فقره
لربما قرر في نوبات جنونه ان يجدع أذنه احتجاجا على الرأي العام عله لا يسمع تفاهاتهم وينتصر لنفسه البائسة
يقول الشاعر الألماني هايدغر بعد مشاهدته للوحة فان غوخ في إحدى صالات العرض الفنية في أمستردام عام 1930
من خلال الفتحة المظلمة للحذاء البالي تبدأ خطى العامل المتعبة.
من الثقل الوعر لزوج الأحذية هناك تراكم في الجرأة؛
جرأة المشي الثقيل في حقل واسع كنسته ريح صريحة.
على جلد الحذاء تقبع رطوبة التراب ووفرته. تحت النعلين تنزلق وحدة الطريق بينما المساء يتقدم.
في الحذاء يهتز النداء الصامت للأرض وهديتها الهادئة في
نضج حبة القمح
ورفضها غير المفهوم لذاتها
وسط الخراب الساكن في الحقل الشتوي.
يتخلل هذه الأداة قلق غير متذمر من الثقة بالخبز،
ويتخللها مرح بلا كلمات من تجربة الثبات امام الإرادة
والارتعاد امام سرير طفولة قريب اللحظة وأمام وعيد الموت.
هذه الأداة تنتمي للأرض،
وهي محفوظة في عالم الفلاحة (صاحبة الحذاء).
من خلال هذا الانتماء المصون تنهض الأداة “للبقاء في ذاتها”
بقلم خالد البدور
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء