pregnancy

العلمانية مصطلح إشكالي








العلمانية مصطلح إشكالي؛
..................................................................................

يطرح الكثير من العلمانيون شعار العلمانية كمفهوم خلاصي لتجاوز
مأزقنا الحضاري بعيدا عن الإدراك لاشكالية هذا المفهوم فيما يتعلق بتظيم العلاقة بين الدين والدولة ومقومات إقامة الدولة العلمانية وهم في ذلك لايختلفون عن الشعارات الخلاصية الأخرى الإسلام هو الحل أو الإشتراكية هي الحل.... ويرددون لازمه واحدة فصل الدين عن الدولة ومنهم يذهب أبعد من ذلك  ويطالب بإجتثاث الدين من المجتمع لانه سبب تخلفنا الوحيد
نقول نحن مع علمنة الدولة ولسنا مع علمنة المجتمع وما يتضمنه من مذاهب وعقائد والتي يجب إن تمارس طقوسها بحرية تامة ضمن فضاءها الخاص في ظل دولة علمانية أونصف علمانية
إن قلةمن الدول في العالم هي علمانيةمثل فرنسا وإمريكا والمكسيك.وأغلب الدول الغربية( نصف علمانية) مثل بلجيكا هولندا ألمانيا وغيرها فمثلا في الوقت التي  تلتزم دولة مثل بلجيكا بالحياد الديني فإنها تعقد صلة خاصة مع ديانة الأغلبية /٧٠/ بالمائه من السكان من الكاثوليك وتضمن التعليم الديني في المدراس العموميه لمن يطلبه من الطلاب أو ذويهم وتتكفل الدولة بالقائمين على الشعائر الدينية وان كانت تحصرهم بست طوائف ( الكاثوليكية.والبروستانتية. والأنغليكانية واليهودية. والإسلام والإرثوزكسية) والأخيرتان إضيفتا  بصفة قانونية عام ١٩٧٤_١٩٨٥. وهناك دول شبه علمانية مثل مثل البرتغال أسبانيا إيطاليا.
وأخيرا نقدم انكلترا  نموذجا لدولة ( لا علمانية) بدون أن يعني هذا أنها دولة دينية فالكنيسة الأنغليكانية ما زال لها في انكلترا  صفة الكنيسة الرسمية والملك أو الملكة رأس هذة الكنيسة والبرلمان يشرف على تنظيم الكنيسة وشؤونها العبادية والحكومة تقدم نصف تكاليف صيانتة مبانيها وتعفي مداخيلها من الضريبة والأسقافة الأنغليكانيون أعضاء شرف في مجلس اللوردات.
فإذا عدنا إلى بلدان العالم الإسلامي التي لاتحوز الدولة الحديثة ولا مجتمعا مدنيا فكل ما لديها أشباه إن جاز التعبير وهي وتعاني من الخلط بين  الدائرة العامة والمضمار الخاص فلا وجود لمصلحة عامه حقا وكل ما هنالك مصالح أفراد أو جماعات أوطائفة أومذهب الامر الذي يفتح باب الفساد على مصراعية إذ لاوجود حقوق لمواطن بملء معنى الكلمة وما يستتبعه من غياب للديمقراطية وسيادة العسف وإنتهاك الحريات والعبودية.
وعلينا التميز على الاقل من وجهة النظر التاريخية فلئن تكن دولة في فرنسا أو أمريكا هي التي فرضت العلمانية وليس المسيحية هي التي أجازتها فإن ما يحدث في البلدان الإسلامية هو العكس تماما فليس الإسلام في ذاتة هو الذي يعارض العلمانية بل هي الدولة التي لاتريد  أو لاتستطيع إقامتها فهي لا تزال بحاجة إلي الدين كي تؤكد مشروعيتها فهي لا تزال تقف عند عتبة الحداثة السياسية.أو من دون أن تريد ذلك أصلا فهي معدومة القدرة على البقاء من تلقاء ذاتها من دون سند من الدين وبالله من شرها نستعين.
المصدر: كتاب هرطقات "جورج طرابيشي(بتصرف)
شكرا لتعليقك