pregnancy

حب وكثير من الحزن









.حبّ وكثير من الحزن
......................................................................................

لأنك الله .. خُلقنا جميعًا، لكَ الشكرُ
لأنك الله.. عشقنا الغيث وقبلنا نُدفَ الثلج
لأنك الله .. لكَ أشكوْ وأجثوْ وأتأوّه
لأنك الله .. الدموعُ تثعب من أعيُننا
لأنك الله .. سرى الخوف بعقولهم وتسربلت الطمأنينة بقلوبنا .
أما بعد ..
رجل الضباب يُلاحقتي، يقتات من فلذة الوجود، ينهال أمامي كالجثة الراقدة بين الأموات، لأنّك أتيت وأتت روحي تَسعى للقاءٍ مثقلٍ بالجراح لا يندمل بالفُراق
تراهُ باكيًا إن حضرت، باسمًا إن غدوت، ساهرًا مترّنمًا يرتقب مجيئي، الطرق مقفهرة صفراء مُصفرة، الوجوه شاحبة متجزّئة بالتجاعيد التي أفنتها اللقاءَات الأوليّة

الغصات الموجعة تقطع الألفاظ وتُحيي التنهدات، الإحسان والعطاء لا ينضبان، كذلك البحر المُتبخر الهائم الطواف، تذوب الثلوج وتنحصرُ بالجداول، تنساقُ المياه العذبة نقطة إثرَ نقطة، ترقدٌ في جوفه، تهبُ الرياح والعناصر مُعلنة غضب الطبيعة تتصاعد الأبخرة من المُثعجنر، إلى رِحاب السماء لِتعقدَ القِران وتتهاطل الأمطار على أنغامٍ سحرية وعلويّة، ترتوي فلذة الأرض ﻣﻦ ﻧُﻘﺎﺥ عذب، براعم الأمل تُزهر، أكمام اللوتس النديّة تنهض وتَنفِضُ عنها دقائِق الأثير، يَرقد الضباب وُيلملمُ حبّاته المنثورة على زُجاج النوافذ، كم من قصة عشق دفنتها تلك الحبّات الممزوجة برحيق السماء وألوهية الأرض .

الوديان مكتظة والثلوج تتهاوى إلى أرضِ العدم، أطفالٌ جياعٌ، نساء متلهفات يُصفّقن على مرآتهن
كأملٍ رجوتهُ بالفرح عاد وابتهج في قلب تِلكَ السيدة المُنتظرة وبين أكُّفِها قلبُ طفلٍ رقَّ بالجوع والظمأ
الإحسانُ فينا لا ينتهي والخيِّر فينا أيضًا

هل سمعتم طيورًا هجرت مآقيها ؟
هل شكوتم وندبتم أنفسكم خشية هذا الفِعل
أفلا تهجِرُ الطيور إلى من هو أحقُ بسماع دندنتها 
أفلا تبكي الطيور عندما تجفُ بِرَكُ الله الواسعة في يومٍ عصبصب شديد التوهج وتتململ بالشكوى لخالقها، أفلا تصنع لها حجرةً صغيرة ومقدارًا من القمحِ والسيسبان الأبيض، وَجِعَةُ ماءٍ صافية، 
أفلا تشكركَ الطيور على هذا 
وعلى عاتِقها تقعُ عليك إزراء الحسناتِ .
قُربةٌ لله خيرٌ من قُربة للناس لا تعي الردَّ بالمعروف
قدم روحكَ للهِ قُربانًا
إن أضغاث الخير التي وجدتها هنا كافية بأن تسدَ رمقَ تلك السنين التي عبرتني بسلام وانا جالس أمام المدفأة .
لماذا تَقطبُ حاجبيك في عنجهية غضبك
حين تسمع دويَّ أطفالٍ مبتهجون 

عجوزٌ قُدِّرَ لها الانحناء وأن تنحنيَّ أمامكَ الآن لتلتقط ماسقطَ من العمر سهوًا أمامها 
هوِّن عليها بقولك :
إن مشيئةَ الله شاءت علينا فمن شاءَ لها 
استقر اعوجاههُ فتمتم في سره قائلًا لك 
الحمدُ ولكَ من الشكرُ ما حييت ..
ومن تكبّر وأذل الخُطى في القول: 
تنكّس وأطأطأ الرأسَ خجلًا طالبًا الصفحَ والغفران من ربّهِ .

إن الخطوطَ التي تدلُ على حُلكة الليل الدامس يُرافقها بياضٌ ناصعٌ .
 شفّافة المنظر أزلية الوجود تتربص الآتي قابعة لا محال، كفعل الخير من قلب ذلك الرجل، لم أجد حروفه مدونة في الكتب ولا حتى في الكُتيِّب الذي ندفنه في سراء وجودنا .

لدي من الحزن مايكفيني تسعة أعوام
جميعنا نعلم بأنَّ القهر يُقهر ويُقاهر
أمَّ التقهقهر ينغرز بالروح ولا يُفارقها
يداعب وشاح الوجه وينام بالجيد كالشامة البُنية 
بهذه الكلمات أودعُ تلك الروح التي عانقت السحاب والتحفت حجاب الرؤية الملكوتية المُتجسدة نظائر الحياة، قد عشتُ بين تلافيف تلك الروح التي كانت تقرأ ولا زالت تقرأ 
من مهدها وهيّ تسعى إلى الَّلحد الموعود
..
مهدي علي رستم 
شكرا لتعليقك