pregnancy

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )







وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) 
..........................................................................

بعد ثلاث ساعات من الزفاف ،دخلت عروس إلى المشفى في حالة غيبوبة ،وذلك بفضل التعاليم المتخلفة التي تلقاها العريس، عن ضرورة إثبات رجولته من أول يوم.
فما كان منه إلا ضربها فضربته ،فجاء بآلة حادة وضربها ضربا مبرحا ،ودخلت في غيبوبة فخسرا الاثنان حياتهما.
هكذا فهم المجتمع البسيط الشرائع والقوانين الإلهية التي نزلت لتخفف من قسوة الحياة وجورها.
**********************

الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ ...

أعطى سبحانه إدارة شؤون الأُسرة للرجال دون النساء، لأنّ الإدارة تتقوّم بأمرين متحققين في الرجل دون المرأة وهما:

1. القوة وتحمل الشدائد.

2. الإنفاق ورفع الحاجات المالية.

والرجل يتوفر فيه الأمر الأوّل أكثر من غيره.

وأمّا الإنفاق فقد فرض الإسلام إدارة أُمور الأُسرة المالية على الزوج، فهو الذي يتحمل المشاق ليدير دفة العائلة.
 
وقد أشار سبحانه إلى تلك الإدارة وانّها تدخل تحت صلاحيات الرجل بقوله: ( الرِّجالُ قَوّامُونَ عَلى النِّساء ) كما أشار إلى الشرطين بقوله:
1. ( بما فَضّل اللّه بعضهم على بعض ) 
2. ( وبما أنفقُوا من أموالهم ) 

وليس المراد الأفضلية عند اللّه في ميزان القرب منه سبحانه.
بل المراد هوالتفوّق على الجنس الآخر في تحمل الصبر والاستقامة على الشدائد. وهو أمر تكويني لا يمكن إنكاره، 

معنى القوّامية وليس فيه أيّ هدر لكرامتها، نعم تفسير القوامية بالسلطة على المرأة وإجحاف حقّها والتدخل في شؤونها بما هو خارج عن إطار العلاقة الزوجية أمر مرفوض ومن فسر الآية به فقد افترى على اللّه سبحانه.

فإدارة الأُسرة والتخطيط لها نحو مستقبل أفضل حسب الاستطاعة شيء.
 وإنكار حقّ الزوجة والتسلّط عليها وإجحاف حقوقها شيء آخر ، ومن خلط بين الأمرين فقد انحرف عن جادة الصواب.
************************** 

واضربوهن،،، الكلمة التي تحمل معاني كثيرة وقد ظلمت المرأة كثيرا بسبب هذا التحريف المقصود.

كلمة (ضرب) في المصحف وفي صحيح لغة العرب , نرى أنها تعني في غالبها المفارقة ، والمباعدة ، والانفصال والتجاهل , 
خلافا للمعنى المتداول الآن لكلمة (ضرب ) , فمثلا الضرب على الوجه يستخدم له لفظ ( لطم ) , 
والضرب على القفا ( صفع ) 
والضرب بقبضة اليد ( وكز) , 
والضرب بالقدم ( ركل) ، 
وفي المعاجم : ضرب الدهر بين القوم أي فرّق وباعد , وضرب عليه الحصار أي عزله عن محيطه ، وضرب عنقه أي فصلها عن جسده ،
فالضرب إذن يفيد المباعدة والانفصال والتجاهل ، 
والعرب تعرف أن زيادة (الألف) على بعض الأفعال تؤدي إلى تضاد المعني : نحو (ترِب) إذا افتقر و (أترب) إذا استغنى , 
ومثل ذلك (أضرب) في المكان أي أقام ولم يبرح (عكس المباعدة والسياحة في الأرض) ، 
😞 وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لَّا تَخَافُ دَرَكاً وَلَا تَخْشَى) طه/ 77 , أي افرق لهم بين الماء طريقا ، 
وقوله تعالى : (فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ) الشعراء /63-67 , أي باعد بين جانبي الماء ، 
والله يقول : (لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ) أي مباعدة و سفر, 
وقوله تعالى : ( وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ) المزمل/ 20, وقوله تعالى : ( فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ ) الحديد/ 13, أي فصل بينهم بسور، وضرب به عُرض الحائط أي أهمله وأعرض عنه احتقارا.
               ********************** 
  واللاتي تخافون نشوزهن فإن الخطوة الأولى : الموعظة . الخطوة الثانية : الجفاء ( اهجروهن في المضاجع ) . الخطوة الثالثة : ( اضربوهن ) أي توددوا إليهن وأظهروا لهن المودة والغزل . هذا هو المعنى الذي يستقيم مع التحليل اللغوي ومع سياق الآية ومع المنطق السليم . والذي فهمه الرسول صلى الله عليه سلم , حين قال : خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي .

ومن مشتقات الفعل ضرب ما يتناسب مع معنى ضرب الوارد في الآية : ضرب القلب: أي خفق ونبض. ضرب خاتماً من الذهب أي صاغه . ضرب الدرهم : أي طبعه. ضرب الوتد: أي ثبته في الأرض .

والتوثيق الرقمي في القرآن يدعم المعنى بأن كلمة واضربوهن في الآية 34 النساء تقابل كلمة المعروف الواردة في الآية 19 النساء حيث قال تعالى: { وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيرا} .
منقول من عدة مصادر
شكرا لتعليقك