pregnancy

موشوس السوري والنظرية الذريّة







 موشوس السوري والنظرية الذريّة 
......................................................................................


أكدَّ عددٌ من الفلاسفةِ في الفلسفة الطبيعية اليونانية القديمة أن الكون يتكون من مكونات فيزيائية بسيطة  " أولية " اسموها ( atomos ) اي "ذرات" حيث إعتبروا أن هذه الذرات أصغر جزء في الوجود و أما الإسم ( atomos ) نجد معناه الحرفي " غير قابل للتكرار" .
حيث إعتبروا أن هناك عدداً لا حصر له من تلك الذرات التي تتحرك دائماً في فراغٍ لا نهائي بحركة دورانية يتشكل من خلالها الانظمة الكونية. 
* طورَّ هؤلاء الفلاسفة فلسفة طبيعية منظمة وشاملة تستمد أصول كل شيء من تفاعل الأجسام غير القابلة للتجزئة أي الذرات فقد إعتبروا "الذرات صغيرةً " جداً لا يمكن تكشفها الحواس البشرية  فهي كثيرة  العدد بشكل لا نهائي كما إعتبروا أن هذه الذرات لا تملك سوى عدد قليل من الخصائص الجوهرية مثل الحجم والشكل - تضرب بعضها بعضا وترتد ، وتتشابك في فراغ لا نهائي. 

* تنسب النظرية الذرية إلى العالم والفيلسوف اليوناني ليوكيبوس ( Leucippus) في القرن الخامس قبل الميلاد وطورها تلميذه #ديموقريطوس ومن بعده #إبيقور لكن الحقيقة ليست كذلك فتبعاً لملاحظة أوردها الجغرافي "سترابو " في القرن الأول قبل الميلاد بين من خلال هذه الملاحظة أن المؤرخ والفيلسوف الإغريقي / السوري "بوسيدونيوس الرواقي " في القرن الثاني قبل الميلاد أرجع النظرية الذرية اليونانية الى عالم سوري فينيقي اسمه : 
"#موشوس" " Mochus "  أو "#موخوس Μωχός" وهو كاتب وفيلسوف سوري "فينيقي " من صيدا في لبنان اليوم .

* تفاصيل حياته غير معروفة يمكن أن نقول مجهولة تماماً لانعرف عنها إلا القليل جداً عن كونه صاحب النظرية الذرية وذلك من خلال ما وصل إلينا من : 
- كتاب " سير مشاهير الفلاسفة "  الذي صنفه وجمعه المؤرخ والفيلسوف الروماني ﺩﻳﻮﺟﺎﻧﺲ_ﺍﻟﻼﻳﺮﺗﻲ ( 180 - 240 ) م .
- كتاب تاريخ فينيقيا في القرن الثاني ميلادي للكاتب الإغريقي - المصري أثينايوس" 
- وفي تدوينات المؤرخ والفيلسوف الإغريقي >سترابو ( 23 - 64 ) ق. م  كما ذكرت والذي استند على تدوينات الفيلسوف والمؤرخ الإغريقي السوري بوسيدونيوس الرواقي ( 135 - 51 ) ق. م .

* في مؤلفات بوسيدونيوس يذكر أن #موشوس هو من قام بتأليف، النظرية الذرية التي تحدد طبيعة وجوهر حركة الأجسام الأولية وأنه اي " موشوس " قام بهذا العمل قبل حرب طروادة بالتالي يمكن إعادة تاريخه حسب هؤلاء المؤرخين إلى اكثر من ( 1249 - 1260) ق. م . 

* يقول #رالف_كودورث Ralph Cudworth ، الكاتب و الفيلسوف اللاهوتي البريطاني - جامعة كامبريدج في عام ( 1671 )م :
 " ليس لدينا أي دافع لإهانة ما كتبه بوسيدونيوس الرواقي الذي نقله لنا سترابو حيث يؤكد لنا أن العقلانية الذريّة كانت مطروقة من زمن حرب طروادة  وهي من اقدم ما تم إحضاره إلى اليونان من فينيقيا ... وما هو أكثر من ذلك ، يبدو أن بوسيدونيوس كان متأكداً من أن هذه الفلسفة عندما وجدت لم يكن كلاً من إبيقور ولا ديموقريطيس موجودين بعد وهما من تنسب لهم هذه الفلسفة .
• لذلك يجب أن يكون هذا الإعلان من بوسيدونيوس الرواقي حافزاً لنا اليوم للتنازل قليلاً من قبلنا والإعتراف بما قدمه موشوس الفينيقي. " 

* عموماً يمكننا أن نقول أن النظرية الذرية اليونانية بدأت في صيدا فينيقيا وتبلورت وتأسست معالمها في اليونان القديمة ومع بداية القرن التاسع عشر بدأت إكتشافات الوحدات الأولية من العناصر المختلفة التي إعتقدوا أنها "اجسام أولية" غير قابلة للتجزئة كالوصف الإغريقي بالتالي ربطوها بالنظرية الفلسفية الذرية وأعطوا هذه العناصر المختلفة الاسم اليوناني ( atomos ) " ذرات " و في أوائل القرن العشرين تم إكتشاف أن هذه الذرات ليست وحدات أولية بل هي عبارة تجمع وإتحاد لمكونات دون ذرية إعتقدوا أنها " جسيمات أولية " وهي " الإلكترونات و النواة بمكونيها البروتونات والنترونات " لكن مع تطور الإكتشافات تبين أن مكونات النواة أي البروتون و النترون هما مكونان من جسيمات أولية أصغر تدعى الكواركات ( 3 ) كواركات لكل منهما بالتالي تحديد الجسيم الاولي الغير قابل للتجزئة أمر صعب جداً يتعلق بما يقدمه العلم لنا بالمستقبل من أجهزة ومعدات تمكننا من الرؤية أبعد مما رأيناه اليوم.

أمجد سيجري 

1 comments:

انقر هنا لـ comments
12 ديسمبر 2023 في 3:56 ص ×

Gracias, saludos desde Nicaragua.

الرد
avatar
admin
شكرا لتعليقك