pregnancy

هنري الثامن








هنري الثامن
......................................................................................

المقال طويل وحياة هذا الشخص حافلة وكان له تأثير كبير على تاريخ انكترا


ملك إنجلترا منذ 21 أبريل 1509 وحتى وفاته، ولورد أيرلندا ثم ملكها بعد ذلك، والمطالب بحقه في تاج مملكة فرنسا. كان هنري الثامن ثاني ملوك أسرة تيودور خلفًا لوالده هنري السابع. إلى جانب زيجاته الست، لعب هنري الثامن دورًا هامًا في انفصال كنيسة إنجلترا عن الكنيسة الكاثوليكية
 أدى الصدام بين هنري الثامن وروما إلى انفصال كنيسة إنجلترا عن سلطة الباباوية وحل الأديرة وتعيينه لنفسه رأسًا لكنيسة إنجلترا. لكنه ظل مؤمنًا في داخله بالتعاليم الدينية الكاثوليكية، حتى بعد قطع الصلة مع الكنيسة الكاثوليكية.أشرف هنري الثامن أيضًا على الاتحاد القانوني بين إنجلترا وويلز عن طريق سن قوانين تقنن الاتحاد بين عامي 1535-1542.

كان هنري الثامن جذابًا متعلمًا بارع في الخطابة، ويعده البعض "أحد أكثر الحكام الذين جلسوا على عرش إنجلتراكاريزما." أدت رغبته في إنجاب وريث ذكر لعرشه، -لاعتقاده أن البنات لا يصلحن للحكم والمحافظة على وحدة أسرة تيودور وفرض السلام الذي تحقق بعد حرب الوردتين إلى شيئين خلدا ذكر هنري الثامن : زيجاته الست والإصلاح الإنجليزي، والذي حوّل إنجلترا إلى أمة معظمها من البروتستانت. وفي نهاية حياته، عانى هنري من البدانة المفرطة، وتدهورت صحته. وقد كانت نظرة العامة إليه أنه ملك شهواني وقاسٍ وأناني وغير مأمون الجانب.

خلافًا للصورة الشائعة، لم يكن لهنري الكثير من العلاقات خارج نطاق الزواج - باستثناء النساء اللائي تزوج بهن لاحقًا -، ولكن هوية اثنتين من عشيقاته متفق عليهما، هما: بيسي بلونت وماري بولين.ورغم ذلك، هناك اعتقاد بأنه لم تكن هاتين العشيقتين هما الوحيدتان. تزعم المؤرخة أليسون وير، بأن إلى جانب تلك العلاقات كان لهنري الثامن علاقات عابرة وأخرى سرية، كان معظمها يتم في أحد البيوت الملكية الخاصة.

أنجبت بيسي بلونت في يونيو 1519 لهنري ابنه غير الشرعي هنري فيتزروي، والذي نُصِّب دوقًا لريتشموند في يونيو 1525، فيما اعتبره البعض خطوة لإضفاء الصبغة الشرعية عليه. وفي عام 1533، تزوج فيتزروي من ماري هوارد - ابنة عم آن بولين - ولكنه لم يلبث أن مات بعد ثلاث سنوات ولم ينجب خلالها، في الوقت الذي كان فيه هنري الثامن يستصدر قانونًا من شأنه السماح لابنه غير الشرعي بأن يصبح ملكًا.

كانت ماري بولين عشيقة للملك قبل أن يتزوج من أختها آن بولين لاحقًا. يعتقد أن ماري كانت وصيفة للملكة كاثرين أراغون بين عامي 1519-1526. ثارت تكهنات بشأن طفلي ماري: كاثرين، وهنري أنهما أبناء هنري الثامن، لكن لم يثبت ذلك مطلقًا، كما أن الملك لم يعترف بهم أبدًا كما فعل مع هنري فيتزروي.

في عام 1510، أشيع أن هنري تورط في علاقة غرامية مع إحدى أخوات إدوارد ستافورد - الدوق الثالث لباكينجهام - إما إليزابيث أو آن هاستينجس. ثار أخوها وزوجها، وتم نقلها إلى دير للراهبات يبعد نحو ستين ميلاً، حيث لا يراها أحد. كما زعم المؤرخة أنطونيا فريزر بأن هنري كان متورطًا في علاقة غرامية أخرى مع ماري شيلتون عام 1535، رغم ما كان شائعًا بأنه كان على علاقة بمارغريت شيلتون.

شاغل الملك الأكبر (1525-1533)

الانفصال عن روما (1533-1540)

حظر البرلمان طلبات الاستئناف التي توجه إلى روما، كما فرض عقوبات على أي وثائق تمثل إهانة للمرسوم البابوي المقدم إلى إنجلترا. كما منع البرلمان الكنيسة من إصدار أي قوانين دون موافقة الملك. عندئذ، أصدر البابا كليمنت حكمهبالحرمان الكنسي لكلٍّ من هنري الثامن وتوماس كرانمر، معلنًا في الوقت ذاته أن قرار المطرانية بالفسخ قرار باطل، وعليه فإن زواج آن باطل، وأنه سيتم سحب ممثل البابا من إنجلترا، وستقطع العلاقات الدبلوماسية بين روما وإنجلترا.بعد ذلك، جرى تمرير العديد من القوانين في إنجلترا، منها قانون التعيينات الإكليركية لعام 1534، والذي يلزم الكهنة بانتخاب الأساقفة المرشحين بشكل سيادي، والقانون السيادي عام 1534، الذي أعلن أن الملك هو صاحب أعلى سلطة في كنيسة إنجلترا، وقانون الخيانة في العام نفسه الذي جعل عدم الاعتراف بالملك على هذا النحو خيانة عظمى، وعقوبتها الإعدام. وردًا على الحرمان الكنسي، فقد تم تمرير قانون بيتر بينس، والذي يؤكد أن بريطانيا ليست خاضعة لسلطة بعد الله إلا للملك، وأن التاج الملكي الإنجليزي قد تعرض للإهانة بطريق غير مبررة ومتعنتة، وبشكل ابتزازي من قبل البابا.

وفي تحدي للبابا، أعلن أن كنيسة إنجلترا تخضع الآن لسلطان هنري، وليس لروما عليها من سلطان. وقد ظل المصلحون البروتستانت يواجهون الاضطهاد، لا سيما بعد الاعتراضات على طلاق هنري. فقد فر العديد منهم إلى الخارج ليصطدموا بالمزيد من المشاق؛ منهمويليام تيندال الذي أحرق بأمر من هنري الثامن، ولم تحدث الإصلاحات اللاهوتية والعملية إلا في عهد خلفاء هنري.

المتاعب الشخصية

لم يكن الملك والملكة سعيدين في حياتهما الزوجية؛ فقد استمتع الملكان بفترات من الهدوء والمودة، لكن لم تقم آن بالدور المفترض لها القيام به. لم يحب هنري فيها حدة الطبع الدائمة، وسجيتها الانفعالية، الذي جعل لها الكثير من الأعداء. فبعد الحمل الكاذب أو الإجهاض عام 1534، اعتبر عجزها عن منحه الولد المرجو خيانة له. وفي عيد ميلاد عام 1534، ناقش هنري مع كرونمر وكرومويل فرص تركه لآن دون الاضطرار للعودة إلى كاثرين.

سرعان ما تم قمع المعارضة لسياسات هنري الدينية في إنجلترا، فقد تعرض عدد من الرهبان المعارضين للتعذيب، ثم جرى إعدامهم. ومن أبرز المعارضين الذين جرى إعدامهم جون فيشر أسقف روشستر، السيرتوماس مور المستشار السابق للملك هنري، فكلاهما رفضا أن يؤديا القسم للملك، ومن ثم فقد أدينا بتهمة الخيانة العظمى، فقطعت رؤوسهم في تاور هيل خارج برج لندن.

أدت هذه العمليات القمعية إلى مزيد من المقاومة داخل صفوف شعب إنجلترا، ومن أبرزها التمرد الذي عرف باسم مهاجري الرحمةفي شمال إنجلترا، في أكتوبر عام 1536. ومن جانبه، وعد هنري الثامن بالعفو عن الثوار، وأعرب عن شكره لهم؛ لأنهم لفتوا انتباهه إلى هذه القضايا، ثم دعا زعيم الثوارروبرت آسك إلى مأدُبة ملكية. وفي المأدبة، طلب هنري من أسك أن يكتب له ما حدث؛ حتى يتمكن من الوصول إلى أفضل الحلول للمشاكل، بحيث يتمكن من حلها. وقام أسك بما طلبه منه الملك، وهو ما استخدم ضده لاحقًا كاعتراف منه. ولأن كلمة الملك ليست محل شك، لذا فقد أبلغ آسك الثوار بأنهم نجحوا، مطالبًا إياهم بالتفرق والعودة لديارهم. ومع ذلك، لم ير هنري أنه يجب عليه الوفاء بوعده تجاه الثوار؛ لأنه اعتبرهم خونة. أدرك الثوار حينئذ أن الملك لن يفي بوعده لهم، فثاروا مرة ثانية، غير أن قوتهم كانت أقل تلك المرة، فأمر الملك بسحق تلك الثورة، ثم اعتقل القادة - بما في ذلك آسك - وتم إعدامهم بتهمة الخيانة.

إعدام آن بولين

في 8 يناير 1536، ترامت الأنباء حول وفاة كاثرين أراغون، وفور علم هنري وآن بالخبر اكتسيا بالملابس الصفراء البراقة، وهو لون الحداد في إسبانيا ذاك الحين. ودعا هنري العامة إلى إبداء مظاهر البهجة بمناسبة موت كاثرين. وأصبحت الملكة حاملاً مرة أخرى، وكانت على علم بالعواقب؛ في حالة فشلها في إنجاب صبي، فقد تصبح حياتها في خطر. فبوفاة زوجتيه، سيكون مباحًا لهنري الزواج مرة أخرى، وعندها لن يكون بوسع أحد الادعاء بأن الزواج غير قانوني. وفي وقت لاحق من هذا الشهر، سقط الملك من على صهوة جواده في إحدى المباريات، وأصيب بجروح بالغة، وبدا الأمر لأول وهلة أن حياة الملك في خطر. وعندما علمت الملكة بذلك أصيبت بصدمة، وهو ما تسبب في إجهاضها يوم جنازة كاثرين في 29 يناير 1536، وكان المولود المنتظر صبيًا. ومثلت هذه الخسارة الشخصية في نظر معظم المراقبين بداية النهاية لهذا الزواج الملكي.

أعطى هذا الإجهاض الملك اليائس الراغب في وريث ذكر اهتمامًا أكبر بحمل آن بولين التالي. وقد ذكر الكاتب مايك آشلي أن الملكة آن قد أنجبت طفلين ميتين بعد ميلاد إليزابيث وقبل الإجهاض هذا الطفل الذكر عام 1536. بينما ترى معظم المصادر أن ولادة إليزابيث كانت سبتمبر 1533، وأن إجهاضًا محتملاً وقع صيف 1534، وإجهاض هذا الطفل الذكر في يناير 1536 بعد أربعة أشهر من الحمل.ما أن تعافت آن من هذا الإجهاض، أعلن هنري أن زواجه نتاج سحر. وسرعان ما انتقلت عشيقته الجديدة جين سيمور إلى مسكن جديد. وتبع ذلك نزع أحد الأوسمة الشرفية من جورج بولين شقيق آن، ومنح لأخي جين سيمور بدلاً منه.

ثم اعتقل خمسة رجال من بينهم أخو آن الشقيق بتهم زنا المحارم والخيانة، ووجهت إليهم تهمة إقامة علاقات جنسية مع الملكة وفي 2 مايو 1536، اعتقلت الملكة ثم اقتيدت إلى برج لندن، ووجهت إليها تهم الزنا وزنا المحارم والخيانة العظمى.وتمت أدانتهم على الرغم من أن الأدلة ضدهم لم تكن مقنعة، وحكم عليهم بالإعدام علنًا. ثم جرى تنفيذ الحكم في جورج بولين وبقية المتهمين في 17 مايو عام 1536، وتلا ذلك بيومين وفي تمام الثامنة صباحًا إعدام الملكة في أحد أجنحة برج لندن، وجرى إعدامها وهي جاثية على ركبتيها وبضربة واحدة.

ميلاد أمير

في اليوم التالي لإعدام آن بولين، خطب هنري جين سيمور إحدى وصيفات الملكة، ثم تزوجا بعد ذلك بعشرة أيام. وفي ذلك التوقيت، صدق هنري على قوانين ويلز لعام 1535، والتي أمرت ضم ويلز قانونيًا إلى إنجلترا، لتصير إنجلترا وويلز أمة موحدة. ثم أتبع هذا القانون بقانون الخلافة لعام 1536، والذي أعلن أن أبناء هنري من الملكة جين سيكونون خلفاءه الشرعيين، وأعلن أن كلا من السيدتين ماري وإليزابيث هما أبناء غير شرعيين، ومن ثم سيتم استبعادهم عن خلافته. وقد مُنح الملك صلاحية تحديد خلفائه بحسب رغبته. وفي عام 1537، أنجبت جين الأمير إدوارد، في ولادة متعسرة ماتت بسببها الملكة في 24 أكتوبر من العام نفسه. وبعد وفاة جين، احتد البلاط الملكي كله مع هنري لفترة طويلة، حيث اعتبر هنري جين زوجة حقيقية؛ فهي التي منحته الوريث الذكر الذي طالما تمناه وسعى إليه، وأوصى أن يدفن إلى جوارها بعد موته

عهده

اقتصاديًا، كان عهد هنري كارثيًا. على الرغم من أنه ورث اقتصادًا مزدهرًا (إضافة إلى أراضي الكنيسة التي استولى عليها)، إلا أن نفقاته الكثيرة والضرائب الباهظة دمرت الاقتصاد.فعلى سبيل المثال، زاد هنري من عدد القطع البحرية في الأسطول الملكي من 5 إلى 23 سفينة. عشق هنري القصور فزاد عددها من 12 قصر عند تتويجه إلى 25 قصر تحتوي على 2,000 قطعة منسوجة مزدانة بالرسوم قبيل وفاته.وبالمقارنة بجاره وابن شقيقته جيمس الخامس ملك اسكتلندا، امتلك جيمس خمس قصور ومائتي قطعة منسوجة فقط. كما كان يفخر بمجموعة الأسلحة التي احتفظ بها، والتي شملت 2,250 من المدافع و6,500مسدس.

 - في سنواته الأخيرة.

تسبب مرض السمنة في وفاة هنري عن عمر يناهز الخامسة والخمسين، وقد وافق ذلك 28 يناير 1547 في قصر وايت هول، والذي صادف عيد الميلاد التسعين لوالده، وكانت كلماته الأخيرة: "الرهبان! الرهبان! الرهبان!"[58] ربما في إشارة إلى الرهبان الذين تسبب في طردهم بحل الأديرة.[59] دفن هنري الثامن في كنيسة القديس جورج في قلعة وندسور بجوار زوجته جين سيمور.[60] وبعد أكثر من مائة عام، دفن الملك تشارلز الأول في نفس المدفن.

من مصادر 
شكرا لتعليقك