pregnancy

أسطورة الالهة عشتار و الاله تموز






أسطورة الالهة عشتار و الاله تموز
.................................................................................
بمناسبة عيد الحب ، نعرض عليكم اول أسطورة في الادب السومري عن  الحب  -
تحتل أسطورة تموز و عشتار مكان الصدارة في أدب العراق القديم لما فيها من عنصر الإثارة و أحداث جميلة ، الأمر الذي أدى إلى كونها نواة لقصص شبيهة في أنحاء العالم القديم.
القصة بطلاها إلهة و إله : إينانا (عشتار) و دموزي (تموز) ، اللذان انعكست أحداث حبهما على الأرض لتشكل الربيع و بقية الفصول ، و على الرغم من طرافة هذه الأسطورة و روعتها ، إلا أن أياً منا قد يسأل عن أسماء واضعيها فلا يجد لذلك جواباً.
عندما نتكلم عن أسطورة تموز و عشتار ينبغي أن لانفكر بوجود نصوص متتابعة متكاملة سهلة القراءة أو تعود كلياً لزمن واحد. و يمكننا إدراك المصاعب إذا ما عرفنا إنهم كانوا يكتبون على الطين فقطعة الطين الواحدة لايمكنها أن تحتوي إلا على عدد محدود من الأسطر تكملها قطعة أخرى ، و كثيراً ماتوجد قطع في متحف معين تكملها أخرى في متاحف متباعدة و على أي حال يمكننا اليوم أن نتتبع ومضة تلك الأسطورة في حياتنا.
ملخص الأسطورة:-
خفق قلب الراعي دموزي (تموز) عندما رأى إينانا (عشتار، كوكب الزهرة آلهة الحب و الجمال و الجنس على الارض ) فما كان منه إلا توجه إلى ( اتو _ شمش) إله الشمس أخيها طالباً يدها ، و إذ يقتنع ( اتو _شمش ) بشخصيته فإنه يحاول إقناع شقيقته باستعراض لطيف قبل إخبارها بالموضوع مباشرة ، على أي حال كانت إينانا تحب شخص آخر يدعي ( أنكي-أمدو ) الذي كان يمتهن الفلاحة ، و حسب رأي الإلهة الجميلة اينانا اذ تقول عنه : فيه من البركة و المزايا (ما يجعل المخازن تتكدس بالحبوب) ، أما انطباعها عن دموزي الراعي فيجسده قولها لأخيها (أتو _ شمش ) :-
أنا ، لا لن أتزوج من الراعي
و ثيابه الخشنة لن أرتدي
كان دموزي يسرح بماشيته على ضفاف النهر عندما تسوقه الأحداث للتعرف على (أنكي-أمدو) غريمه ، لقد ساورت الراعي الرغبة في الاعتداء على الفلاح و بدا عليه الغضب إلا أن (أنكي-أمدو) اخذ يهدئ من روع (دموزي) و عرض عليه أن يرعى ماشيته في حقوله ، و هكذا أصبحا صديقين.
و اخبر الراعي (دموزي) رفيقه الجديد بما هو عازم عليه و انه سيتزوج بإينانا و بطبيعة الفلاحين وعده بالحضور و يجلب ما يناسب الحفل الكريم و تنحى جانبا ليسمح لتموز بالزواج من اينانا .
اللقاء الساخن بين إينانا و دموزي أفاض مشاعر الالهه اينانا بالقول:-
عندما كنت اغني مع اطلالة النور
آنذاك التقى بي ، آنذاك التقى بي
سيدي كولي-أنا .. (دموزي) التقى بي
سيدي وضع يده بيدي
أثناء ذلك اللقاء المثير شعرت إينانا بمرور الوقت ، و تبعاً لذلك خافت تقريع امها لها ، لذا توجهت بالسؤال إلى عشيقها الجديد عن حيلة تخلصها مما هي فيه و بذكاء ، فاجابها دموزي بذات العذر الذي تتذرع به الفتيات :- 
قولي لها اخذتني صديقتي معها إلى الساحة العامة
و متعتني هناك بالموسيقى و الرقص
و غنت لي اغنيتها العذبة
و في غمرة الفرح فات علي الوقت
بهذا العذر واجهي امك !!
ثم تذهب إينانا إلى والدتها لتخبرها بنبأ خطبة دموزي لها . و يبر الاخير بوعده ، و يقصد دار إينانا ليدخلها بعد استعدادات خاصة.
تتسم طبيعة المرأة بحبها للاستقرار و الاحتفاظ بمن تحب ، الا ان إينانا كانت تختلف على ما يبدو عن معظم النساء ، 
ثم تصل الإلهة اينانا ( عشتار ) إلى القصر ، إلى جبل اللازورد، و كان عليها ان تجتاز سبع بوابات تطيع عند كل منها امراً خاصاً يتعلق بما ترتدي من تاج و اساور و غيرها حيث يجب ان تتخلي عنها ، بل تتخلى حتى عن ما يسترها في الباب السابع . كما كان على إينانا ان لا تعترض فتلك نواميس العالم الاسفل.
عندما تجتاز عشتار الباب الاخير تقف وجها لوجه امام ملكة العالم السفلي ايرشكيكال، اختها التي كانت تجلس على العرش و امامها قضاتها السبعة ، تقول الاسطورة :-
فصوبت ايرشكيكال نظراتها الى عشتار ، نظرات الموت ثم تحولت الفتاة العليلة إلى جثة هامدة 
و عند وجودها في العالم السفلي ، و لأنها إلهة الجنس فقد ألمت بالارض امور خطيرة. لقد ابتعد الثور عن انثاه و هجر الرجل زوجته ، هذا ما تذكره النسخة الآشورية.
بعدها يشرع وزيرها (ننشوبر) باستغاثة الآلهه واحداً تلو الآخر حتى يصل إلى أنكي الذي يعمل ما يستطيع لإعادة الحياة إلى عشتار بطعام و ماء الحياة.
تنهض عشتار بعد رش ماء الحياة ونثر طعام الحياة على جسدها إلا أن قضاة ايرشكيكال يضعون شرطاً لخروجها من عالمهم قائلين :- دعها تقدم شخصاً بديلاً عنها.
ثم تخرج عشتار من ذلك العالم الغريب و تصحبها الرهبة و الخوف من الشياطين الذين صاحبوها ، حيث قرروا ان ياخذوا دموزي (تموز) بديلا عنها ، فقد وجدوه عند شجرة التفاح ، فامسك به الشياطين ( فلم يعد الراعي يعزف الناي و لا المزمار ).
يقول النص السومري :-
و هكذا اعطت إينانا المقدسة دموزي الراعي بايديهم
و اخذ المسكين يستغيث رافعاً يديه إلى السماء صوب (أتو) إله الشمس قائلاً :-
أنا من يحمل السمن إلى بيت امك
انا من يحمل السمن إلى بين ننكال
فحول يدي إلى يدي افعى
و حول قدمي إلى قدمي افعى
و دعني اهرب من الشياطين و لا تدعهم يمسكونني
إلا أن هروب دموزي المؤقت لم يكن يغنيه عن المصير المحتم شيئاً ، يقول النص السومري :
فألقوا القبض على دموزي في الحظيرة المقدسة للأغنام
ثم يقول النص السومري عن لسان دموزي الهائم في المروج :-
اقيمي المراثي ، اقيمي المراثي
ايتها المروج ، اقيمي المناحة ، اقيمي العزاء
ثم يقول متأسياً على الربيع :-
و لتذرف عيناي الدموع على المروج مثل امي
و لتذرف عيناي الدموع على المروج مثل اختي الصغيرة.


من صفحة بابل بوابة الآلهة
شكرا لتعليقك