ما قبل الفناء ..الغزو الثقافي
.............................................................................
في يناير ( 1990 ) إصطف الألاف من الروس في قلب العاصمة الروسية موسكو لساعات طويلة ، الطابور كان ولا زال واحدًا من أطول الطوابير التي شهدتها العاصمة موسكو في تاريخها،
- شيب و شباب من الجنسين وأطفال تحملوا البرد والزحام الشديد لعدة ساعات من أجل شراء وجبة_ماكدونالدز من المطعم الأمريكي الذي إفتتح أبوابه للمرة الأولى في عاصمة الإتحاد السوفييتي وقتها ,, وفي ذروة الحرب الباردة بين الاتحاد_السوفياتي و أمريكا !!
- في اليوم التالي لإفتتاح المطعم كتب عدة صحفيين سوفييت أن هذا الزحام يدل على إنتصار "البرجماتية الأمريكية" على الدُب_السوفييتي في عُقر داره ,, وانها بداية انهيار الاتحاد السوفييتي وهزيمته في الحرب !!
• لم يتلفت أحد إلى المقالات ولم يهتم أحد بتحليل المشهد بدقة فيما أثارت تلك المقالات سخرية مثقفين روس آخرين حيث قالوا ( كيف لمطعم ان يكون سبب في هزيمة أكبر دولة في العالم !! ) .. بعد عام ونصف إنهار الإتحاد السوفييتي وتفكك للأبد.
لا تعجب فذلك من تبعات الغزو_الثقافي ...فقبل سنوات فقط نشر معهد_كارني_الامريكي للابحاث دراسة تقول ان ( 94% ) ممن تورطوا في هجمات ضد القوات الامريكية في العراق ( المقاومين ) هم أشخاص لم يتأثروا بالثقافة الغربية ولا يشاهدون الأفلام و الأغاني الأمريكية .
- فيما كتب ضابط أمريكي شارك في غزو العراق عام ( 2003 ) في مذكراته أن المدن و الأحياء التى يوجد بها نمط حياة غربي و مطاعم_الهامبورجر و الهوت_دوج الأمريكي كانت أقل المدن العراقية مقاومة أمام الغزو الامريكي .
بالطبع لم يكن للمطعم أي دور في المقاومة بالسلب أو الإيجاب، ولكن المشهد يمكن قراءته بمزيد من التدقيق عن إنسحاق تلك المدن أمام الثقافة_الأمريكية وإنسلاخها من محيطها وتقبلها بشكل أو بآخر تواجد " الغازي_والمُحتل " بسهولة.
منقول
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء