pregnancy

الولد مابربي ولد.. انضجوا ثم تزوجوا!




الولد مابربي ولد.. انضجوا ثم تزوجوا!
.......................................................................................


الزواج في بلداننا العربية هو معادلة معقدة تهدف لإرضاء تطلعات المعني بهذا الرابط وأسرته ومجتمعه.. فالزواج قد يحقق قفزة نوعية في المستوى الطبقي للفرد من خلال شريكه وقد يكرس وجوده في طبقة معينة وهذا كله يؤخذ بعين الاعتبار بالنسبة للوالدين على وجه الخصوص مما قد يقود إلى زواج عن غير قناعة ممايساهم في تعزيز نسب الخيانة الزوجية والمشاكل الأسرية ولكن ماطرأ في الأحداث الدامية المترافقة بغلاء معيشي كان الأخطر حيث بالإضافة إلى تعزز هذه الظاهرة ظهر الزواج المبكر بنسبة أكبر فالشبان لايضمنون حياتهم في ظروف الحرب والعدوان الخارجي على سورية لذلك يسارعون إلى الزواج من الطبقة الفقيرة وبحكم انغماسهم بالمهام القتالية لايتاح لهم دراسة الطرف الآخر خلال فترة الخطوبة بسبب ندرة اللقاءات واستعجال الإرتباط كمتنفس وسط الحياة القاسية وكمصدر استقرار وحنان وسط حياة الارتحال من جبهة إلى جبهة.. وتشكل اليوم وسائل التواصل الاجتماعي فضاء التواصل الأوسع بين الجنسين بكل ماتحمله تلك الوسائل من سلبيات.. وكما أسلفنا يشعر الشبان أنهم مهددون بحياة قصيرة لذلك يختزلون مرحلة الخطوبة رغم أهميتها..وإن نسبة المطلقات ممن لم تتجاوز أعمارهم الخامسة والعشرين عاما تضاعفت أضعافا عما كانت عليه قبل الحرب.. نحن بإختصار أمام فتيان ينجبون أولادا وهذا سيكون له آثار سيئة جدا على الصعيد التربوي.. وقد سمعت العديد من الشبان الذين لم تتجاوز أعمارهم الاثنين والعشرين عاما من المقاتلين يشكون من كونهم لم يشهدوا ولادة أطفالهم وأن أطفالهم يعاملونهم كأي زائر غريب كون الإجازة شهرية وقصيرة في معظم الأحيان.. ورغم أن نسب الزواج المبكر ازدادات بين فقراء الناس كالزواج بين المهجرين والنازحين في دول الجوار... إلخ إلا أن سن الزواج تقدم بالنسبة للجامعيات ولفتيات الطبقة الوسطى ووحدهم ضعيفوا القيم والتربية من الفاسدين والمعفشين وماشاكلهم هم من تيسرت أمور زواجهم.. لعنهم الله وقطع نسلهم.
وأمام هذه الحرب الطاحنة قد لايسع الدولة أن تقدم الكثير لمن يرغب بالزواج لكنها بلاشك المسؤول الأول عن الرعاع الذين انتقلوا إلى الطبقة المخملية في سنوات الحرب وعن اتساع الهوة الطبقية عموما وهذا الاتساع عامل مساهم في الخلافات الأسرية والطلاق ، أعني الوثبة السريعة لعدد ليس بالقليل من الذكور من الطبقة الدنيا والوسطى الى الطبقة المخملية.
إن كون الأنثى كائن حساس ورقيق وتضاعف مجهودها تجاه الأسرة وسط غياب الشرفاء لانهماكهم بالنضال ووسط انشغال الفاسدين بفسادهم.. فهي اليوم باعتقادي الضحية الأكبر حيث تفتقد للعون والسند اللائق في معظم شؤون الحياة رغم كونها تحظى بزوج.
سامر منصور
شكرا لتعليقك