pregnancy

العنصرية






العنصرية
......................................................................................
هل يمكن لقوانين العالم الظالمة أن تتغير 
أو هل يمكن أن نغير شيء هو في داخلنا راسخ ثابت، إذا لم نسعى بقناعة كبيرة لتغييره.
و كم هذا التغيير ضروري ، لننقذ أنفسنا التي مشت في طريق مظلم ومتعثر فيطهرها من الشوائب التي علقت بها، فدمرتها، وجعلتها تتخبط فلا هي راضية عن نفسها، ولا غيرها راض عنها... 

الشوائب التي كانت السبب في الخراب، وبؤس الإنسان والبشرية، والمتمثلة في الأنانية والعنصرية... 
.حيث تبدأ العنصرية من الأسرة الصغيرة، والعائلة الكبيرة،عندما يقوم الأهل بالتفرقة بين أولادهم،ثم تنتقل من العائلة، إلى الطائفة، ومن الطائفة،للمجتمع والأحزاب...الخ 
فيكون المعيار هذا من عائلة رفيعة،وهذا من طبقة النفوذ والمال، وهذا من طبقة العمال،وهذا من طبقة البسطاء المسحوقين ...فنغذي العنصرية لتكبر وتكبر
وكما قالوا:
(العنصرية هي شعور، يبديه الشخص تجاه شخص أو فئة معينة، من الناس على أساس انتمائهم العرقي، أو الديني أو الإثني، وكثيرا ما يكون هذا الشعور مصحوبا بكره أو عداء. 
ويمكن أن يمتد ذلك الشعور إلى أبعد من ذلك، فيصل إلى تعامل أو تصرفات عنصرية، كاستعمال العنف أو الإكراه أو المنع من حق ما. )

فلم تعد تنحصر العنصرية بأسود وأبيض، وأنما تطورت، لتصبح مرضا خطيرا في مجتمعاتنا، متسترة بقشور الحضارة الحديثة، وقوانين حقوق الإنسان المزعومة... 
مرض منتشر يبدأ في جميع مدن العالم المتحضر المدعي للإنسانية، وينتهي بدول العالم الثالث المقيدة بسلاسل العبودية الخانقة...
وهو يتجلى بشكل واضح في تصرفات الكثير من الناس،وسياسات الدول العنيفة .

لقد نالت العنصرية من المجتمعات كافة ،فدمرتها فهذه هي الدول العظمى، تتعدى على الدول الأضعف منها، فتحتلها وتنهبها ، لتعيش على حسابها حياة الغنى والرفاهية...
كما كان السكان البيض يسطون على السكان السود في مزارعهم ومدنهم 

فلم تتمكن المجتمعات العالمية إلى الآن، رغم التقدم والحضارة، وآراء الفلاسفة وعلماء علم النفس، والجامعات والدراسات، من التخلص من هذه الآفة.
ومازالت دولهم تبجل طبقة الملوك، وذلك في معظم دول العالم مثل بريطانيا والسويد واليابان لماذا؟ لا نعلم!
و لماذا هناك طبقة ملوك في بلاد تمارس الديمقراطية؟أيضا لانعلم!.... والتي لم تستطع شعوبهم عبر التاريخ القديم والجديد تغيير هذا النظام !؟ 

حاولت الشعوب عبر التاريخ، صنع اشتراكيات وديمقراطيات، تساوي بين الشعوب وتحد من غول التحكم، وتنشر العدالة،لكن سرعان ما كانت العنصرية هي التي تتحكم

 وبمجرد استلام الحاكم الديمقراطي، والذي كان يدافع عن مبادئه الديمقراطية  بكل قوته، وعندما يتملكه حب السلطة يتحول لملك، وتتحول دولته الديمقراطية إلى مملكة عنصرية مستبدة
فما معنى أن يستلم حاكم لعقود، وهو غير قادر ومريض في بلد ديمقراطي، لايفرط بملكه،ولا يتخلى عن منصبه، مستهتر بالملايين من شعبه وقدرتهم على قيادة أنفسهم.. 
ومامعنى ديمقراطية تنتقل من رئيس لوزير، ومن وزير لرئيس، لمدة طويلة، بصيغة غير معروفة ليس لها أساس، تحت مسمى ديمقراطية...وماهي إلا عنصرية
ومامعنى لديمقراطيات تشترى بالمال، ليفوز هذا الحزب على ذاك ،وليفوز اليمين على اليسار أو اليسار على اليمين... 
أنه الأستبداد والقمع والفساد والعنصرية ،وغياب الشعوب،وغياب العدالة
العدالة التي نفتقدها، بسبب فساد القوانين والمشرعين...

لقد عجزت البشرية المتضررة من العنصرية المتعددة الأشكال والألوان، على إيجاد حلول حقيقية، تخلصها من عواقب هذه الظاهرة، لكن على مايبدو أنها فشلت فشلا ذريعا ولم تتمكن من بناء الإنسان كما يجب،و بناء أجيال تؤمن بالحرية والمساواة.

بقلمي

دلال درويش
شكرا لتعليقك