تحول الكم إلى نوع
.......................................................................................
الحقيقة هي أن العلماء يعملون بشكل يومي على أساس المنطق الديالكتيكي، سواء بوعي منهم أو بغير وعي. سيتضح هذا بالكامل عندما نرسم القوانين الأساسية لهذه النظرة الفلسفية. قال تروتسكي إن «"القانون الجوهري" للمادية الديالكتيكية هو تحول الكم إلى نوع».
يقبل جميع العلل .
الأشياء إلى نقيضها النوعي.
الديالكتيك في العلوم والمجتمع
يحاول بعض العلماء البرجوازيون شرح الظاهرة الاجتماعية، المعقدة والمتطورة تاريخيا، من خلال خصائصنا البيولوجية.
ووفقا لمثل هذه الرؤية العالمية، ليس الجشع في العلاقات الاجتماعية سوى تعبير عن "الجشع" الطبيعي المتأصل. / صورة:
دانييل فريدمان
عندما يتم شرح الديالكتيك من خلال مثال قطعة أثاث أو رحلة حافلة، يبدو أن الديالكتيك مشابه للمنطق العام! عندها يمكن للمرء أن يتساءل:
ما هي أهمية مثل هذه الأفكار البديهية بالنسبة للثوريين أو للعلم الحديث؟
لكن كما يقول المثل:
إن المنطق العام ليس عاما حقا؛ إذ أننا جميعا نتصادف في حياتنا اليومية مع تفسيرات غير ديالكتيكية للعالم.
لا بد أن جميع الاشتراكيين صادفوا، على سبيل المثال، أحد الاعتراضات الأكثر انتشارا ضد الاشتراكية، أي حجة "الطبيعة البشرية".
إن هذه الفكرة الاجتماعية المسبقة متجذرة بعمق لدرجة أنها تصاغ بنفس الشكل تقريبا في كل أنحاء العالم:
قد تكون الاشتراكية جيدة من الناحية النظرية، لكنها لا يمكن أن تنجح في الواقع بسبب الطبيعة البشرية، فالبشر بطبيعتهم جشعون!
إن ما لا يتم التعبير عنه صراحة في هذه الكلمات القليلة هو النظرة غير الديالكتيكية تماما التي تتضمنها عن "الطبيعة البشرية".
نادرا ما يتم صياغة مثل هذا الرأي بشكل واع ودائما ما يتم تبنيه بشكل غير واع في المجتمع. تقول الحجة:
بما أننا نرى الجشع والحرب والعبودية والظلم من حولنا في المجتمع (أي في هذا المجتمع: أي الرأسمالية)، فلا بد أن ذلك يتوافق مع طبيعتنا البشرية الفطرية.
إذا كانت الطبيعة البشرية شيئا ثابتا لا يتغير، سيتوجب على الاشتراكيين إذ ذاك أن يعترفوا بالهزيمة.
إذا كان المجتمع البشري كله ينضح بهذه الفظائع، فلا بد أن ذلك ليس سوى تعبير ميكانيكي عن جشعنا وميلنا للحروب، ونزعتنا المتأصلة لاستعباد واضطهاد من هم حولنا. تعتبر هذه النظرة أن الكل مجرد تعبير ميكانيكي عن أجزائه، وتتخلى عن جميع الاعتبارات التاريخية بخصوص الطبيعة البشرية لصالح "الطبيعة البشرية" الثابتة والمستقرة.
من الواضح أن هذه النظرة غير الديالكتيكية السائدة تخدم مصلحة طبقية محددة، أي مصلحة الطبقة الرأسمالية.
وعلاوة على ذلك فإنها ليست مرتبطة بالمجتمع فقط، بل هي مرتبطة بالعلوم أيضا، ولديها بالفعل منظريها العلميين.
يحاول بعض العلماء البارزين (مثل إدوارد أوسبورن ويلسون)، ومجالات علمية بأكملها (مثل "السوسيو بيولوجيا" و"علم النفس التطوري")، شرح الظاهرة الاجتماعية، المعقدة والمتطورة تاريخيا، من خلال خصائصنا البيولوجية.
ووفقا لمثل هذه الرؤية العالمية، ليس الجشع في العلاقات الاجتماعية سوى تعبير عن "الجشع" الطبيعي المتأصل، والذي هو في حد ذاته ليس سوى تعبير عن "أنانية" الجينات، التي لا تهتم سوى بإعادة إنتاج نفسها.
تنبع هذه النظرة الفلسفية بشكل طبيعي من المصالح الطبقية للبرجوازية:
إنها تنشر من خلال الصحف والمنابر والفصول الدراسية وتجد طريقها أيضا إلى العلم.
وكما سنرى فإن العلم بحد ذاته ليس سوى ساحة معركة أخرى، لكن ليس أقلها أهمية بأي حال من الأحوال، حيث تتصادم الأفكار الفلسفية المتعارضة مع بعضها البعض، ومن وراءها تصطدم وجهات نظر ومصالح طبقية متعارضة.
ولادة العلم.
يحاول بعض العلماء البرجوازيون شرح الظاهرة الإجتماعية المعقدة والمتطورة تاريخيا.
من خلال خصائصنا البولوجية.
ووفقا لمثل هذه الرؤية العالمية.
ليس الجشع في العلاقات الإجتماعية سوى تعبير عن الجشع الطبيعي المتأصل .
الصورة/ دانييل فريدمان
من مصادر
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء