pregnancy

بين خنساء العرب ..وخمساء سورية (السلمونية




بين خنساء العرب ..وخمساء* سورية (السلمونية)..!!
......................................................................................

تحيَّة إجلالٍ وتقدير لأمهات الشهداء السوريين في عيد الأم..!!
تحيَّة حبٍّ و إكبار لكل أم سورية؛ سواء أنجبتْ أم لا ..!!
رحمة واسعة لجميع الأمهات اللواتي رحلن إلى دار البقاء...
تهنئة خاصة ل " سورية الأم.. أيقونة الشرق الحزينة "

اشتهرت الخنساء بين العرب في الجاهلية؛ بسبب رثائها أخويها (معاوية وصخر)...لقد أوصتْ أولادها الأربعة بعد أن شجعتهم للمشاركة في حرب القادسية (16هجري/638 ميلادي) ..ومما قالت لهم : "....، فأغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين؛ وبالله على أعدائه مستنصرين).
 ولما بلغَ إليها خبر استشهادهم ..لم تبكِ، ولم تحزنْ..وقالت قولتها المشهورة :" الحمد الله الذي شرَّفني باستشهادهم ، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته "..
ويقول لنا التاريخ، بأن الخليفة عمر بن الخطاب كان يعطي الخنساء أرزاق أولادها الأربعة..!!
كان الناس يقفون حيارى، ويعجزون في تفسير شخصيتها، وبما يعللون هذا الصمود والجمود؛ جمود الأم بأبنائها الأربعة..حيث لم تفقْ من صدماتها النفسية المتواليات في أسرتها..
ولما سُئِلَ الشاعر بشار بن برد عن الخنساء شعراً..، فقال: تلك التي غلبت الرجال..!!

مرةً؛ كانت تحمل خمسة أغصان من الغار ..تقدَّمتْ واثقة الخطوة؛ مرفوعة الجبين؛ مؤمنة بالله..وبالعمر المقسوم . أرضعتْهم حليباً؛ أن الوطن ..صنوان الروح..!! مسحتْ من نفوسهم الخوف والقلق..أفهمتْ أبناءها : من يخترق الرصاص ظهره..ليس ابني..!! ولن تقام له سرادق تعزية..
وضعتْ أغصان الغار على قبور أبناءها؛ الشهداء الخمسة..في مقبرة تلدرة. قرأت الفاتحة على أرواحهم ، وراحت تنظر جنوباً إلى نقطة الحراسة حول تلدرة..حيث ارتقى شهيدها الخامس؛ ضيغم..وهي بهذه الحال..شاردة الذهن..وبراكين الشوق للأبناء؛ تفور..لكن العزيمة أقوى. تقدمتْ منها امرأة..عرفت أنها الخنساء..!!
سألتْها الخنساء: من أنتِ يا أختاه..؟؟ قد بلغني أن قصتك ..ومصيبتك ملأت الآفاق السماوية والأرضية..وبأنك أعظم السوريين مصيبة... فبم تعاظمينهم..يا أخت "ضياء..وقد لقبوك بالخمساء..؟! "
 فقالت الخمساء: والبسمة تسبق الدمعة..والإيمان بالله والوطن ..هو الأسمى والأعلى.. " بابنائي الخمسة "... تعانقتا ..بكتا..

أفتخر بأني أم الخمسة الشهداء
ولقَّبني ربعي وبفخر بالخمساء

فكان "نمر" ولدي باكورة الشهداء
وروى بدمه تراب دمشق الفيحاء

تلاه " فوز" الذي ارتقى بتفجير حاقد 
في محافظة حماة أبي الفداء 
وابني الثالث " محمد " سقط شهيداً ، والبسمة تعلو الشفاه
في ريف السلمية..وعلى أطراف الصحراء

أما " رحيم " آخر العنقود..وحشاشة القلب..
فقد نادته القنيطرة..فلبى النداء
تلقى الرصاص بصدره الغض..وما اعتاد
أن يُطلق عليه من الوراء ..

وخامسهم يا أختاه..يا خنساء
" ضيغم "... وأشارت باصبعها حيث أفل النجم مع رفاقه الأبطال
 دفاعاً عن بلدته تلدرة... بلدة الشرفاء..!!
فأبى إلا أن يموت شهيداً ويمنحني لقب الخمساء..!!

..........................................................................................
*خمساء سورية لقب السيدة الفاضلة "ضياء الحموي" زوجة فواز الحرك من تلدرة /سلمية/.

وكل عام وانتم بخير....
٢١ آذار  ٢٠١٨

د.نور الدين منى 
شكرا لتعليقك