قصة المهندسة رئيفة حيدر..والإرهاب
.......................................................................................
لأنها أيقنت أنها في محنة
ولأنها أيقنت بأن الدموع لن تجدي نفعا...
ولأنها أيقنت أن إنارة العقول الغضة بالمعرفة هو ذاته التحدي للعتمة .....
ولأنها حفيدة الزباء والماغوط لم تنفع معها كل المساومات..
ولأنها تسامت فوق مهاترات موقعة الجمل ....ويوم الغدير وماخلفاه من أحقاد ....
انتصرت على وحشيتهم وكسرت قضبان سجنهم ومارست طقسا حضاريا يليق بها ...أضاءت قناديل علمها في ليلهم المدلهم وعلى يديها بدأ الصباح يغزل خيوط الأمل ....
في دوما ...وفي سجن التوبة ...مع فكر البغدادي والجولاني هذه السورية تعلم اطفالنا المخطوفين اللغة والرياضيات....
هندست رئيفة حيدر جسرا الى الحرية..والنور..........سيدتي لك المجد ...
وللخفافيش الخزي والعار..
هذه هي المرأة السورية التي بها نفتخر ...وبأمثالها يتجدد الامل...
لأجل أمثالك تنحني القامات
رباح سامي خلف
بدأت قصة المهندسة رئيفة حيدر في ليلة الـ11 من كانون الأول عام 2013 عندما دخل إرهابيون إلى عدرا العمالية وارتكبوا أبشع الجرائم من قتل وذبح، حيث فقدت أول أفراد أسرتها وهو ابن شقيقها ثم اقتحم إرهابيون منزلها واختطفوها مع أختها وخمس فتيات و11 شاباً.
وتذكر حيدر أنها كانت ليلة باردة أجبرونا فيها على ركوب باص يقوده إرهابيون من جنسيات عربية من تونس والأردن وليبيا ثم تابعنا المشي عبر طرقات مجهولة حتى وصلنا فجراً إلى دوما ووضعونا في غرفة بإحدى المزارع وكان بيننا أطفال قُتل أباؤهم أمام أعينهم وبعضهم لم يتجاوز العام وآخرون من ذوي الإعاقة.
تتابع حيدر: كانت ظروف الاعتقال سيئة وتسببت بانتشار أمراض كثيرة بين المخطوفين وما يزيد الأمر صعوبة أصوات التعذيب التي تصل إلى مسامعنا كل لحظة، حيث استخدم الإرهابيون كل أنواعه للرجال، أما النساء فكانت عقوبتهن الجلد كما استخدمونا دروعاً بشرية حيث وضعونا في أقفاص وتركونا في العراء.
وتشير حيدر إلى أن عدد المخطوفين كان بالمئات وتقول: مع الوقت كدنا نفقد الأمل بالخروج وكان همي الأول هو الأطفال الذين يمضون أخطر مراحل حياتهم في هذه الظروف اللا إنسانية فقررت البدء بتعليمهم.
قررت البدء مع الأطفال في مكان اعتقالنا وعددهم 11 فعلمتهم اللغات والرياضيات ونظمت مسابقات أدبية وعلمية.
لكن العلم لم يكن بقواميس الإرهابيين، كما تقول حيدر، فأمروا بجلدي أمام الجميع ووضعت في سجن منفرد لأني علمت الأطفال معنى المقاومة وحدثتهم عن حضارة بلادهم لكنني لم أتوقف بعد انتهاء العقوبة وواصلت المهمة التي حملتها على عاتقي ورغم صعوبة الظروف مع وجود 70 معتقلة في السجن قسمت الوقت إلى فترات صباحاً ومساء لأجلس مع جميع الأطفال وكنا نحفظ أيضا الأناشيد الوطنية ونرددها.
حيدر التي عادت إلى عملها بعد نحو عام من الإفراج وخرجت أختها بعدها بخمسة أشهر ترى أن الإعلام هو صوت المخطوفين وخاصة الأطفال الذين ما زالوا يعيشون في ظروف أقل ما يقال عنها لا إنسانية.
عن تلفزيون الميادين بتصرف


خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء