pregnancy

الأمة السورية




الأمة السورية
.......................................................................................

 من أقدم أمم العالم وأول أمة إبتدأت فيها المدنية الحديثة وهي الأمة التي أعطت أسس المدنية للعالم ونقشت إسمها في تاريخ العمران والحضارة بأحرف من نور ومرت بها حوادث التاريخ البشري ودروسه منذ نشأ الإنسان خارجًا من العصر الحجري الأول إلى العصر الحجري الأخير إلى فجر الحضارة إلى إبتداء الحضارة الحديثة إلى عصر المدنية الحالي.
والحري بأمة هذا قِدمها أن تكون راسخة في الحياة جديرة بمجاراة الأمم الحية في مضمارها، تقدر ما مر بها في أدوار التاريخ من عِبَر حق قدره وتعرف كيف تستفيد من دروسه البالغة فتترك ما رثَّ وهرئ من تقاليدها المزمنة وتأخذ بما تراه أفضل لبقائها وأفعل في مقاومة أعدائها.
 لأن البقاء على القديم الرث جمود لا يغفل عن وخامة عاقبته إلا الحيوان غير العاقل أو الأحمق الجاهل المساوي له في المنزلة، 
والأخذ بالأفضل للحياة، حياة للإنسان العاقل البصير بشؤون البقاء العارف قدر نفسه،
 الضنين بها أن تنزل دركات العار إلى الفناء.
ولكن ذلك أمر لا يستتب إلا بواسطة صحافة راقية رشيدة تضع عِِبَر التاريخ أمام الشعب وتقدم له أمثلة تفيده في مضمار الحياة وهو مضمار لا يطلب فيه من الأمم أن تسابق فقط بل أن تعارك وتنازع أيضًا وكل ذلك يحتاج إلى معرفة بمواطن الخطر وعلم بفنون المسابقة والتعارك والوقوف على كل جديد مستحدث. فالعلم قوة والمعرفة سلاح وعدة.
 المجد لسورية. 

أنطون سعاده
مجلة "المجلة" الصادرة في بيروت آذار 1933
شكرا لتعليقك