خولة بنت الأزور
.......................................................................................
نساء خالدات تركن بصمات خالدة...
خولة بنت الأزور شقيقة الفارس ضرار بن الأزور .كانت فتاة تزخر بالجمال والشباب والحيوية وفي دمائها حب النجدة والإستهانة بالمخاطر والأهوال وكانت بارعة في ركوب الخيل وحمل السلاح .وفي إحدى حمﻻت المسلمين على الروم بقيادة خالد بن الوليد .استأذنت اخوها ضرار أن يسمح لها بمرافقته بالحملة على الروم وانها تقوم بتضميد الجراح وحمل الزاد لهم .فوافق على مضض لخوفه عليها مما تجره الحرب على مغاوير الرجال.وكانت موقعة ( صحورا) .اخذت مكانها مع عدد ﻻ يستهان به من المجاهدات اللائي خرجن وراء الجيش لتقديم العون للمقاتلين وكانت
خولة كثيرة الحركة تحمل المئونة والسلاح الى من هو بحاجة لها وتضمد الجرحى .وشاء لها الحظ السيئ أن تقع في اسر الروم .فأحتجزوهم هي ومجموعة من النساء في معسكر ووضعوا عدد قليل من الحراس لحراستهم.وكانت الحرة خولة تحاور رفيقاتها في الأسر وتقنعهم ان الموت اشرف لهم الف مرة من اسر الروم وما يجر عليهم من عار لهم ولربعهم .ووجدت خطة اختارت لها الوقت المناسب وهي ان تنقض ورفيقاتها على الحراس بعد ان اقتلعن اعمدة الخيام من خيامهم.وانقضوا على حراسهم كالنسور وتغلبوا عليهم
ونجحت الخطة كما خططوا لها.وكانت عودتهم الى معسكر المجاهدين دفعا كبيرا لمعنويات المقاتلين في ارض المعركة .وسنحت لها الفرصة ان تلتقي اخاها ضرار وانصت سعيدا وهي تحدثه عما كان.وعاد ضرار الى مكانه بين الصفوف .بحماسة عالية وابلى بلاءا حسنا واستطاع ان يقتل ابن قائد معسكر الروم .وبنفس الوقت وقع اسيرا عند الروم .ووصل خبر اسره الى اخته خولة
ومادت الأرض من تحت قدميها .
وتسللت من صفوف النساء في خفة وحذر. ورأى المسلمون عجبا وهم يصاولون الروم.رأوا فارسا لم يروه من قبل يمزق الصفوف وينقض كالعاصفة
ولوﻻ أن خالد بن الوليد بينهم لظنوه انه هو خالد.وصاح خالد بالفرسان ان احملوا وراء هذا الفارس .وتقدمهم خالد وعندما اقترب من الفارس ذو الرداء الأسود ناشده خالد بالله عليك انزع الخمار عن وجهك كي نتعرف عليك .ولم يرد الفارس وثيابه ملطخة بالدماء وتابع اندفاعه .
وكلما سنحت الفرصة لخالد تقدم صوب الفارس الملثم ذو الرداء الأسود والح عليه ان يكشف عن شخصه .
وانقضى اليوم واقبل الليل وهدأت الجلبة
وتقدم الفارس الملثم من خالد بن الوليدقائﻻ له :لقد اعرضت عنك يا أمير.فاغفر لي .فسأل خالد محدثته من انت ايها الفارس الشجاغ .فكشفت عن وجهها وقالت : أنا خولة بنت الأزور وقد سمعت بأسر أخي ضرار فركبت الخيل وكان ما شاهدت .فأكبر فيها جرأتها وحبها لأخيها .وفي صباح اليوم الثاني انقضت المعارك على فرار عسكر الروم
واسر جماعة منهم .مثلوا امام خالد بن الوليد وحقق معهم .ولقد تعرفوا على ذلك الفارس العاري الصدر الذي قتل ابن قائد الروم انه اخوها ضرار وتحققت من اوصافه اخته خولة وفرحت انه على قيد الحياة.وبعد التحقيق معهم اعترفوا ان قائد الروم ارسلهم الى حمص برفقة مائة فارس . وطلب خالد ان احضروا لي عمارة فهو خبير بمسالك الطرق وجهز جيشا من مائة فارس ليفكوا الأسرى ومعهم ضرار.فعندها تقدمت خولة متوسلة ان تكون معهم وبعد طول جدل وافق خالد واشترط ان تبقى بعيدة بعض الشيئ عن الجنود حفاظا عليها.وانطلقت الحملة واجتازت طرقا وعرة اختصارا للمسافة ووصلت الى السلمية بالقرب من حمص وسأل عمارة اهلها وساكنيها عن مجموعة فرسان روم معهم أسرى .فأجابوه انهم لم يصلوا بعد وكمنوا لهم في السلمية .وعند وصولهم باغتوهم وانقضوا عليهم ومعم ذلك الفارس ذو الرداء الأسود الذي شق الصفوف بجسارة منقطعة النظير.فقتل من قتل من الروم وفر الباقين ودهش ضرار من خفة ذلك الفارس الملثنم الذي ابهره بخفته وتقدم منه وقبل ان يسأله من أنت قفز عن جواده و ارتمى على صدره .
وصاح ضرار في ذهول .خولة هذا انت.
اجل يا ضرار. ويل لي كدت اقضي عليك بالموت.فاجابته : وهل للحياة بعدك قيمة يا ضرار.....
من مصادر
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء