الرمز والأسطورة في شعرنا الحديث
.......................................................................................
من متابعة الرموز القديمة التي يستخدمها الشعراء المعاصرون , يتبين لنا أن معظم العناصر الرمزية إنما يرتبط بالقديم بشخوص أسطوريين " أو دخلوا على مر الزمن إلى عالم الأسطورة", وأبرز هذه الرموز الأسطورية , وأكثرها دوراناً هي شخوص ( السندباد , وسيزيف ,وتموز , وعشتروت , وهابيل وقابيل , وإيناس , وعنتر وعبلة , وشهريار , وهرقل , وسقراط , وغيرها من الشخوص الأسطوريين من إغريقيين وغيرهم .
وإلى جانب ظهور هؤلاء الشخوص الأسطوريين , نجد الشعراء أحياناً يستلهمون الأسطورة القديمة في مجملها من حيث هي تعبير قديم ذو مغزى معين , كاستلهام أسطورة أوديب وأبي الهول , أو قصة أوليس أو حكاية نوم الإمام علي (ك)في فراش الرسول (ص) ليلة الهجرة . فالعناصر الرمزية التي يستخدمها الشاعر المعاصر , بعد أن يستكشف لها بعداً نفسياً خاصاً في واقع التجربة الشعورية , معظمها مرتبط في الأسطورة أو القصة القديمة بالشخوص أو المواقف , وهذه الشخوص أو المواقف إنما تستدعيها التجربة الشعورية الراهنة لكي تضفي عليها أهمية خاصة .
لنقرأ مقطعاً من قصيدة " الإله الميّت" للشاعر أدونيس :
أقسمتُ أن أكتب فوق الماء
أقسمتُ أن أحمل مع سيزيف
صخرته الصمّاء
***********
أقسمتُ أن أظلّ مع سيزيف
أخضع للحمىّ وللشرار
أبحث في المحاجر الضريرة
تكتب للعشب وللخريف
قصيدة الغبار
***********
أقسمت أن أعيش مع سيزيف
وكذلك الحال مع الشاعر بدر شاكر السيّاب :
رحل النهار
ها إنه انطفأت ذبالته على أفق توهج دون نار (1)
وجلسْتِ تنتظرين عودة سندباد من السفار
والبحر يصرخ من ورائك بالعواصف والرعود
هو لن يعود
أوَ ما علمت بأنه أسرتْه آلهة البحار
في قلعة سوداء في جزر من الدم والمحار
هو لن يعود
رحل النهار
فلترحلي , هو لن يعود
*****************
1ـ ذبالته : فتيلتهُ
يُمكن الرجوع إلى بحث لي في مجلة المعرفة الصادرة عن وزارة الثقافة بالعدد 644 أيار 2017 بعنوان " ثنائية الأسطورة والرمز في الشعر العربي المعاصر
طيّب الله أوقاتكم بالخير
سلمية 27/4/2019
ظهير الشعراني
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء