المجتمع المدني والعلمنة
.......................................................................................
منذ البداية ..التقدم ..
يحدد الكاتب مايريد طرحه في مقدمةهذا الكتاب:
مهمات أساسية في قضايا الوضع العربي الراهن والتي يراها تتحمل تعميم وتعميق مفاهيم وقيم الشخصية الوطنية العربية والوحدةالعربية والعقلانية والديمقراطية والاشتراكية
هذه المهمات هي السبيل إلى مقاومة زحف الظلامية لا الرده الدينية
وقيم النظام الدولي الجديد الامريكية المتشابكة مع مصالح الأنظمة العربية ..
إذن هذا هو الثالوث المقيد لنهوض الجماهير العربية
وهو ذاته مايجب مجابهته عبر العمل على نشر المهمات الآنفة الذكر والتي تشكل مهمات للثقافة العربية منذ عصر النهضة وحتى الوقت الراهن ..
..بناء الشخصية الوطنية ..الوحدة ..العلمانية .. العقلانية .. الديمقراطية ..الاشتراكية ..
هذا ماكان في مقدمة الكتاب ..
أما ماجاء في التلخيص فكان كما يلي:
..وضرورة أن يأخذ المثقفين الحقيقيين دورهم في هذه الفترة لمواجهة التيار الغربي الغازي متجاوزين الطائفي وحتى ( القومي..؟)
وأن تتحد الدول العربية لأجل ذلك ..
..وايضا أن يعمل المثقفون بدأب ونشاط لمواجهة الأنظمة العربية المتسلطة والتابعة ..
..لدى قراءتنا لكلا النصين يمكننا تسجيل الملاحظات التالية..
١_ أقتصر ذكر طبيعة الظرف الراهن على عبارة ( التيار الغربي الغازي ) وهي عبارة عامة لا تعطي مدلولا محددا للمرحلة التي تعيشها شعوبنا في هذه الفترة وتجابه فيها ..
أو تحاول ذلك ..نظاما أمريكيا متجددا يريد فرض سيطرته وقيمة نمط إنتاج تابع له على شعوب العالم كافة بما فيها شعوبنا العربية وذلك لضمان تأبيد سيادته كما يعتقد ..
وإستمرار تأمين وتوسيع مصالحة الحيوية ..
فلو استبدلنا العبارة ب( النظام الدولي الجديد )
أو اضفنا بعد عبارة ( التيار الغربي الغازي )
عبر حرب الخليج وما تلاها أو عبر التسوية الجارية أو بعد
( إنهيار أنظمة التجربة الإستراكية)
لكان المدلول أدق أما عبارة التيار الغربي الغازي رغم صوابها لا تخدم الفكرة هنا
فغزو الغرب لبلادنا لم يتوقف منذ قرون ليس أولها الحرب الصليبية ولا آخرها حرب الخليج الثانية ...( النكبة الثانية) ..
هذا مايتعلق بنقطة هامة يجب أن نسجلها دائما لدى دراستنا أي كتاب ..تاريخي ..سياسي.. فكري نظري ..وهي الظروف التي جاء ضمنها هذا الكتاب..
٢_ جاء في التلخيص ( علي المثقف العربي أن يدعو الفرد والمجتمع على إنهاء الطائفي وحتى القومي ...
أعقد هناك خطأ لفظيا وأرجح أن المراد قوله وحتى القطري..)
٣_ ورد أيضا ..يجب على كل الدول العربية أن تتحد لمواجهة التيار الغربي وفي نهاية الصفحة الأولى .....
حتى يكسر القيود التي تمنع العرب من النهوض في مواجهة الانظمة العربية المتسلطة ....
إن من يتحد هنا هو الشعوب العربية المناهضة للمشروع الأمركي وركائزه وهذه الأنظمة هي إحدى هذه الركائز فهل تتحد هذه الأنظمة لمواجهة نفسها ..؟؟ !!..
إن الوحدة الحقيقية هي وحدها الشعوب التي هي في مواجهة هذه الأنظمة المعيقة للوحدة وما وحدة الانظمة إلا ضد شعوبها وهي في كل الأحوال لحساب مصالحها الضيقة والأنانية
وقد جربها شعبنا وحصد نتائجها والتي سرعان ما انتهى بتناقض مصالح هذه الأنظمة .....
٤_ واضح أيضا في التلخيص المقدمة أغفل ذكر المهمات الأساسية المطروحة على كاهل المثقفين العرب والتي تشكل فصول الكتاب المعروضة ، وهذا التحديد ضروري لنسير سيرا تراتبيا يدخلنا الى ضمن الكتاب بوضوح ليجنبنا أي أفكار جانبية قد لا تكون أساسية في الكتاب المطروح كما أنه يسهل لنا مهمة الإجاز المقبلة ..
وقبل كل ذلك فهي جزء أساسي من المقدمة بل الجزء الجوهري منها هذا لا يعني غابت كليا عن التلخيص بل وردت عبارات مقابلة لها ..
وإن كانت غير كافية مثل ..:
تجاوز الطائفية ومواجهة التيار الفربي الغازي ..مواجهة الأنظمة العربية المتسلطة ...
وما أغفل ذكره: العلمانية ..الاشتراكية .. الديمقراطية ..
مايسجل هنا مسألة هامة أن هذه المهام تقع على عاتق المثقفين الحقيقيين وليس المزيفين..
إن المزيفين لايمكن أن يكونوا إلا خدم البلاط أو خدم أنفسهم أو اصحاب الثرثرة الجوفاء الفارغة والمتناقضة مع اي موقف عملي ملموس يطابق والمهام الأساسية المطروحة على كاهل شعبنا المقهور .
هذا العرض لما ورد في التقديم يقودنا الي تسجيل بعض الملاحظات العامة المتعلقة بالتلخيص ك تقييم عام...
للكاتب محمد كامل الخطيب
يتبع جزء ثاني
..
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء