السودان السيناريوهات القادمة
.......................................................................................
حتى وإن اعتبرنا أن مايجري في السودان شأنا داخليا فإن الوضع العربي يبقى قلقا ،نظرا للتجارب السابقه وعبر التاريخ وفي أكثر من بلد عربي.
دائما تترصد هذه الأمه سيناريوهات خارجية وللأسف جاهزة سلفا وهذا ما نأمل ألا يحصل في السودان اليوم فقبل اي شيئ نأمل ألا تتحول الأحداث إلى حرب اهليه دامية ونأمل إن حصل تدخل خارجي الايتعدى ذلك المنظمات الدوليه الفاعله إيجابيا.
فلطالما كان المنظار الأمريكي مثبتا على هذا البلد نظرا لامتلاكه ثروات اقتصاديه هائله،إضافة إلى أن البترول السوداني الذي اضطر الولايات المتحدة إلى تغيير سياستها تجاه هذا البلد في الفترة الأخيرة حيث أن الوضع يتطلب التهدئة وتفعيل العلاقه مع هذا البلد بالشكل الذي يضمن دخول الشركات الأمريكيه المستثمرة وبقوة .
ولايفوتنا أن نذكّر بتقارير المخابرات الأمريكية الصريحه بأن الاقتراب من السودان هدفا له الأولوية لدى الإدارة الأمريكيه نظرا لوصول الصناعات العربيه الصينية إليه وهو أمر مزعج للأمريكان الذين سعوا إلى إبعاد السودان عن الصين من خلال محاولة تفكيك هذه العلاقه وتقديم كافة الإغراءات للمقايضه وإطلاق يد الشركات الأمريكيه وهو أمر بدأت أسسه منذ سبعينيات القرن المنصرم لكنه ايضا فشل في البدايه.
اما الان ومع اختلاف وتطور أسلوب التعامل الأمريكي مع الواقع السوداني فإنه يخشى من أن تتسارع الولايات المتحدة لاستكمال مشروعها المزدوج الإقتصادي والسياسي؛وبدون شك الذرائع دائما جاهزة وكلها شعارات براقه ادناها طبعا صوت حرية وحقوق الشعب السوداني.
وبالرغم من الحذر الغربي عموما والصمت العربي فإن ما جرى في السودان قد حقق خرقا كبيرا للزمن،لأن الأمر لم يحتمل بضعة أيام وهذا بحد ذاته مؤشر كبير على وجود أسباب داخليه هشه وناضجه لهذا التحول السريع وحصول ماسمي بالانقلاب الأبيض.
بين مد و جذر سوف تكثر التحليلات ولاشك ان ما حصل سيظهر للعلن حيثيات علاقة نظام البشير مع كل دولة أو كل منظومة إقليمية. لمنطقة البحر الأحمر أهمية جغرافية خاصة حيث كان كافيا للغرب أن يضمن لهم البشير دور الحارس الذي استطاع منع الهجرة الغير شرعية. ولابأس في حالة داخليه مهما بلغت من السوء .
فخري هاشم السيد رجب
صحفي من الكويت
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء