الاقتصاد الإسلامي، الفقر وعلاجه، ج1
.......................................................................................
نحن في فلسفتنا العمرانية التوازنية الكونية نؤسس منظومتنا الفكرية المستقبلية على جوهر الإسلام الخالد، فلا نقول وجوب الرجوع إلى الإسلام، وإنما ننادي بضرورة التقدم للإسلام لأن الواقع البشري المعاصر بعيد عن الأفكار الإسلامية العامة، ولم يصل بعد إلى مرحلة النضج الإنساني العلمي والفلسفي والفكري والثقافي لتطبيق الإسلام بما يحث عليه من السير في الأرض والتعارف البشري والدعوة للسلم العالمي والعدل الاجتماعي ولا إكراه في الدين والمعتقد وتطبيق الحرية والشورى السياسية وإعطاء الإنسان هدفاً ومعنى في حياته ومطالبته بعمران الأرض والحفاظ على البيئة وتشجيعه للاستيطان والتواصل الكوني، وهذا على مستوى ثوابت الإسلام.
أما على صعيد التفكير الإسلامي، فنشرح قانونين لنؤكد حاجيتنا نحن والبشرية جمعاء للسعي المتواصل للتقدم نحو الإسلام:
أ- قانون الغزالي الاجتماعي: (صحة الأبدان مقدمة على صحة الأديان) من أفكار الإمام الغزالي (450- 505هـ/ 1058- 1111م)، ذات الدلالة الحضارية الهامة قوله: (إن نظام الدين لا يحصل إلا بنظام الدنيا، فنظام الدين بالمعرفة والعبادة، لا يتوصل إليهما إلا بصحة البدن، وبقاء الحياة وسلامة قدر الحاجات من الكسوة والمسكن والقوت والأمن، فلا ينتظم إلا بتحقيق الأمن على هذه المهمات الضرورية، وإلا فمن كان جميع أوقاته مستغرقاً بحراسة نفسه من سيوف الظلمة وطلب قوته من وجوه الغلبة، فمتى يتفرغ للعلم والعمل؟ وهما وسيلتنا إلى سعادة الآخرة، إن نظام الدنيا شرط لنظام الدين)
« لتحميل الكتاب كاملاً من مجموعة #ملوحي_للأبحاث أو مجموعة كتب_قيمة»
د.ناصر محي الدين ملوحي، دار الغسق للنشر، سلمية سوريا، 1440هـ-2019م، ق.ص:17×24، ع.ص:150.
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء