الرابطة الثقافية المعرفية في محاضرة بعنوان "الطلاق الروحي"
.......................................................................................
مهدت طريقها الفكري المضاء بالنور، صنعت مجدها معرفيا، آمنت بقدراتها الطموحة، غالبت الصعاب، فتبوأت موقعاً في سماء الثقافة، قابضة لنسائم النجاح بين أصابعها .. فإلى جانب جمعية أصدقاء سلمية وجمعية العاديات ، وقفت " الرابطة الثقافية المعرفية" تقيم النشاطات وتعمل على إحياء الفعاليات الثقافية الكبيرة، فكانت ورقة مسائية لمحاضرة هامة بعنوان "الطلاق الروحي" بإلقاء مميز الاسلوب ومنفرد في النهج الفكري للدكتور الباحث "نور الدين منى" ..
فقد ازدانت جمعية أصدقاء سلمية ببوتقة نضحت بماء الذهب المعتق بأريج النور .. لفيف عظيم من أساتذة الثقافة والمعرفة، وحضور متألق من أعضاء الرابطة الثقافية المعرفية الكرام .. الدكتور حسين الحموي ، الاستاذ علي امين ، الاستاذ محمد عزوز ، الاستاذ غالب المير غالب ، الاستاذ محمد الخطيب ، الاستاذ نزار كحلة ، الاستاذة هيام النزال ، الآنسة علا عبدو ...
بدأ الدكتور "منى" بتعريف الطلاق الروحي هذه القضية الهامة التي باتت منتشرة بين المتزوجين في هذه الايام فال بأنه : " جفاف أو فتور بالعلاقة ...أصعب شيء أن يعيش الزوجان في منزل واحد وتحت سقف واحد ، ولا تربطهما سوى تلك الأوراق الثبوتية الرسمية ، بينما هم في الحقيقة بعيدين كل البعد عن بعضهما تماماً ، لا توجد روابط روحية بينهما ". فترى الزوج أو الزوجة يقول : (نحن مع بعضنا لأجل الأولاد ، وإلا لن نبقى معاً دقيقة واحدة) .
قد تصل الأمور إلى الطلاق ، والذي عادة ما تكون مؤشراته بيِّنة ؛ من خلال " انفصال عاطفي" ، سبقَ عملية الطلاق ، سببه غياب التفاهم والاحترام . افتقاد التواصل بين الزوجين يحيل الحياة إلى صحراء جافة ، لا ينمو فيها سوى الملل والفتور . فيصبح عش الزوجية كئيبا ومعتما أو صامتا صمت القبور.
كما قدم الدكتور مظاهر الطلاق الروحي أو العاطفي وهي :
- عدم ارتياح الزوج في البقاء في المنزل .
- كثرة صمت الأزواج وعدم تبادلهما أطراف الحديث .
- عدم إحساس الزوجين بالميول للآخر .
- ضعف العلاقة العاطفية بين الزوجين .
- خلو الحياة الزوجية من طابع التجديد .
- التضجّر والتأفّف من أي مشكلة أو نقاش ؛ ينشأ بين الزوجين .
- سيادة حالة العزلة بين الزوجين.
أما من العوامل تؤدي للطلاق الروحي فعددها بالتباعد بين الزوجين بالروح والجسد والفكر. والضغوط المادية وغلاء المعيشة مع الطلبات المتكررة .وأنانية أحد الأطراف ؛ فينظر الرجل أو المرأة لمتطلباته الشخصية فقط ؛ دون الإحساس بالطرف الآخر.وتفضيل الآخرين على الطرف الآخر، بمعنى أن يفضل الرجل أهله أو أصدقاءه على زوجته أو بالعكس . والتقليل من شأن الآخر بالقول أو الفعل ؛ أمام الناس أو أمام الأولاد . وبخل الرجل على أهل بيته بالمال أو بالمشاعر أو حتى بالوقت .وغرور أحد الأطراف وتعاليه على الطرف الآخر. وفقدان الثقة بين الزوجين وانعدامها .
كما تطرق الباحث "منى" الى نصائح لتجنب الطلاق الروحي بين الزوجين فلابد من فتح الحوارات والمناقشات الهادئة الهادفة بين الزوجين ؛ التي تساعد على خلق جو عاطفي ، يغذّي الحياة الزوجية ويشبعها. كما على الزوجين أن يغذيا مشاعرهما بالكلمات العاطفية. وألا يجعلا ضغوطات الحياة تؤثر على مشاعرهما. وخلق جو التجديد لكسر جدار الرتابة والروتين العاطفي . وعلى الزوجين أن يتعودا منذ بداية الزواج ، وحبذا لو كان الاتفاق على هذا منذ الخطوبة على المكاشفة والمصارحة حال وجود أي مشكلة ؛ والاعتراف بالمشكلة والمكاشفة والمصارحة مباشرة ؛ وعدم جعل المشاكل تتراكم ، فنصل إلى مرحلة لا يمكن حلها واللجوء للمختصين ...
كما شارك بعض الحضور بمداخلات قيمة وهامة في سبيل الالمام بكافة الجوانب الموضوع العلمية والعملية.
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء