pregnancy

بصمات الأصابع





 ( بصمات الأصابع )
................................................................................... ...

 متى و كيف بدأ استخدام البصمات كدليل جنائي ؟!
في حزيران ( 1892 )  تم استدعاء الشرطة في إحدى قرى الأرجنتين بعد ما عثرت ( فرانشيسكا روهاس ) الأم ذات الـ ( 27 ) عاماً على طفليها مقتولين داخل بيتها ، كانت جريمة بشعة ارتكبت في بلدة صغيرة ، لكن بسببها حصل تطور مذهل في علم الأدلة الجنائية. 
قالت " فرانشيسكا " أنها كانت خارج البيت ولما رجعت وجدت الطفلين مقتولين ، وبسؤال الشرطة لها عما إذا كانت توجه الاتهام لشخص معين ، قالت إنها تعرف القاتل و أنها رأته وقت وصولها .. و قد اتهمت صديق لها اسمه ( بيدرو فلاسكوز ).
قالت " فرانشيسكا " إن " فلاسكوز " هددها أكتر من مرة قبل ذلك إنه سيقتل أولادها لو بقيت مصممة على رفضها الزواج منه.
 تم القبض على " فلاسكوز " و وجهت له تهمة القتل فأنكر ، وقال أنه يعرف  " فرانشيسكا " و لكن لا علاقة له بجريمة القتل .
- لجأت الشرطة للحل الوحيد الذي كان سائداً في ذلك الوقت مع ضعف الأدلة و هو التعذيب إلى حد الإنهاك ، فيتعب ثم يعترف بالجريمة.     
 استخدمت الشرطة كل الطرق مع " فلاسكوز " من ضرب وتغطيس الوجه في المياه ولكنه بقي مُصراً على الإنكار برغم التعذيب الشديد . ما أدهش المحقق ( إدواردو ألفاريز ) المسؤول عن القضية .. لأنه لم يسبق لأي متهم أن أنكر بعد كل ذلك التعذيب.. و كان يمكن للبريءأن يعترف ليتخلص منه.
" ألفاريز " كان محققاً عبقرياً ، وقرر أن يزور مسرح الجريمة من جديد ، عله يجد دليلاً ما..
- لم يترك " ألفاريز " مكاناً في البيت إلا وفتش فيه .. بحث في كل أرجائه .. لكن للأسف كانت النتيجة صادمة له ، و قرر أن يعود لمكتبه وقبل خروجه من باب البيت لمح شيئاً جعله يفكر خارج الصندوق .
 لاحظ " ألفاريز " وجود بقعة دم تحمل بصمة أصابع على إطار باب البيت .. وقف أمامها وفكر :  هل يمكن الاستفادة من هذا الدليل ..؟؟  و تذكر أنه سأل ؛ فرانشيسكا " عما إذا كانت قد لمست أي من الجثتين أو بقع الدم في المكان  ؟؟ 
فكانت إجابتها : لا .
٠ تأكد " ألفاريز " إن البصمة تخص القاتل ، و لكن كيف سيتصرف ؟؟ ..لم يكن متوفراً أي تقنية لتظهير البصمات في نهاية القرن الـ ( 19 ) ، ولكنه قرر المبادرة وقام بخلع الجزء الذي يحتوي على بصمة الدم من الباب لمقارنتها ببصمات " فلاسكوز " !! .. 
كانت فكرة ثورية بالمعنى الحرفي للكلمة.
 كان ألفاريز مقتنع جداً أن الحل بين يديه ولكن التنفيذ ؟؟!!
( خوان فوسيتتش ) والمرفقة صورته مع المقال .. ضابط شرطة وصديق ألفاريز ومستشاره بالإضافة إلى كونه عالم أنثروبولوجيا ( علم الإنسان ) ، كان قد درس بصمات الأصابع بالإضافة لكتب ( فرانسيس جالتون ) صاحب الأبحاث في علم الوراثة وعلم الإنسان ،وقرر " فوسيتتش " أن يحلل البصمات !!
أخذ نسخة من بصمات " فلاسكوز " العشرة ولكن كان التركيز على بصمة واحدة لمقارنتها مع البصمة التي على الباب ، و ابتكر " فوسيتتش " طريقة لتسهيل ترتيب بصمات الأصابع و هي طريقة مازالت تـُستخدم حتى اليوم .. هي طريقة ( أنماط البصمات ).
- فالبصمات واحدة من ثلاثة أنماط :
(حلقات .. منحنيات .. دوامات )
و بالمقارنة اتضح إن بصمة " فلاسكوز " و البصمة على الباب من نفس النمط ( منحني ) ..  و تابع " فوسيتتش " التدقيق في تفاصيل البصمات  عن طريق عدسة مكبرة يقارن بين نقط وتفرعات البصمتين !! و توصل أخيراً إلى النتيجة : 
... [ فلاسكوز بريء !! ] 
- فلا تطابق بين البصمتين !!.
قامت الشرطة باحضار " فرانشيسكا روهاس " ثانية وفتحت تحقيقاً معها فأصرت على أقوالها الأولى واتهمت " فلاسكوز " فكان من الطبيعي أن يأخذ ألفاريز بصماتها ليقارن بينها وبين بصمة الباب .
بعد مقارنة بصمات " فرانشيسكا " بالبصمة الغامضة حصل التطابق : 
" فرانشيسكا روهاس" هي اللي قتلت طفليها !!
 لماذا ارتكبت جريمتها البشعة ؟؟
ولماذا حاولت إلصاق التهمة بـ " فلاسكوز " ؟؟
اعترفت أن " فلاسكوز " لم يكن صديقها الوحيد .. بل كان لديها صديق أخر وكانت تحبه بجنون و مستعدة لتنفيذ أي شيء ليبقى معها، ولما طلبت منه أن يتزوجها .. قال أن مشكلته الوحيدة معها هو وجود أطفالها .. فقررت أن تتخلص من الطفلين لتتزوجه !!! 
قُدِّمت " فرانشيسكا روهاس " للمحاكمة بتهمة قتل طفليها وحُكم عليها بالسجن مدى الحياة .  
 وهكذا ... بسبب بصمة غير مقصودة من " فرانشيسكا " وذكاء " إدواردو ألفاريز " وعِلم " خوان فوسيتتش " حصل تحول ثوري وتاريخي في عالم مكافحة الجريمة

منقول
شكرا لتعليقك