pregnancy

إضاءة على حياة الأديب اسماعيل خضر عدرة .. علم من أعلام مدينتي




إضاءة على حياة الأديب اسماعيل خضر عدرة .. علم من أعلام مدينتي 
.....................................................................................

إسماعيل عدرة واحد من أدباء سلمية البارزين الذين كتبوا في مجالات أدبية عديدة  فقد كان يكتب الشعر بشكليه الخليلي والتفعيلة، و كتب القصة القصيرة، وكتب البحوث الأدبية والنقد الأدبي، وكان من الضليعين في مجال اللغة العربية وهو مهتم بدراستها إلى جانب دراسته الجامعية، بل لقد عشق اللغة العربية قبل دخوله الجامعة، وكان يعد من المدرسين البارزين لمادتها، وله أبحاث عديدة في هذا المجال، إسماعيل عدرة يعتبر من الشعراء الجيدين، وهو واسع الإطلاع ووافره زاهي العلم والإنتاج، شديد التعلق بالبلاغة والعروض، قاده انشغاله بالشأن العام وتقديم العلم لطلابه بكل أريحية وتبسيط إلى متابعة طلابه في الشارع وتفقد دراستهم في بيوتهم، فظهرت على يديه وسائل تدريس ناجحة ومفيدة للطلاب وخاصة طلاب الشهادة الثانوية العامة، عصامي ناجح، أقبل على المطالعة وعلى تثقيف نفسه بنفسه إقبالاً منقطع النظير، وهو يؤمن برسالته التربوية إيماناً لا يتزعزع، ويؤمن بأن طلابه في المدرسة وفي المدينة يحتاجون إلى رعاية كبيرة ومعاملة حسنة، وإلى بث الروح المعنوية القوية فيهم، كان عظيم الهمة، شديد الحصافة الأدبية، غزير المعرفة قوي العزم بسعيـه لإيصال أفكاره ومعلوماته الأدبية إلى طلابه، الذين كان يرعاهم كأبنائه، ويتابع دراستهم حتى في أيام العطل الرسمية، وقبيل الفحص يدعوهم لمراجعة برامج اللغة العربية، عملاً طوعياً لا مقابل مادي له، همه الكبير أن ينال أكبر عدد من طلابه النجاح والتفـوق وسروره عظيم حين يراهم في الجامعات يتابعون دراستهم فيها، حارب الجهـل، وجاهد في سبيل القضاء عليه، وقد فاز بالكثير من معاركه ضد الجهل، ولا تزال بصماته موجودة في فكر طلابه الذين دخلوا معترك الحياة..

ولد في سلمية عام 1927 م، وتربى فيها، ودرس المراحل التعليمية الأولى دراسة خاصة، حتى نال الشهادة الثانوية العامة، وخلال دراسته كان يعمل في عدة أعمال، فقد كان موظفاً في سلك الشرطة وبقي فيه حتى عام 1948 م، ثم عمل بالتعليم بعد نيله شهادة الدراسة المتوسطة بصفة معلم وكيل ثم أصبح معلماً أصيلاً، وبعد حصوله على الشهادة الثانوية، أنتسب إلى جامعة دمشق قسم اللغة العربية، وتخرج منها عام 1964 م.

نشر كتاباته وقصائده وقصصه في صحف ومجلات عديدة منها (الغدير التي كانت تصدر في سلمية، الآداب والأديب والثقافة، والفيصل، والمعارج، والرائد العربي…) وغيرها. فازت قصيدته في عيد المولد النبوي بجائزة وزارة الأوقاف، كما فاز بجائزة من نادي القصيم في السعودية في القصة القصيرة.

نشرت له مجموعة قصصية صغيرة بعنوان (براعم في الظلام) عام 1984 م بعد وفاته بثلاث سنوات.

أما أشعاره الكثيرة فلا تزال متفرقة في الصحف والمجلات، أو في كراريسه الخاصة حتى الآن، تسلم عدة مناصب إدارية في مدارس سلمية، كما تسلم بعض المناصب في المجلس الإسماعيلي في سلمية، توفي إلى رحمة الله بعد ساعات قليلة من إعطائه آخر درس له في ثانوية السيدة زينب في سلمية، والوفاة كانت نتيجة لذبحة قلبية لم يستطع التغلب عليها، وذلك في عام 1981 م.

يمتاز شعره بالفصاحة والجزالة وحسن السبك وقوة العبارة، وتجعله قصائده المكتوبة على نمط التفعيلة واحداً من رواد الشعر الحديث في المنطقة.

كتب في مجالات عديدة، وموضوعات متنوعة (الوطنية، والاجتماعية، والغزلية، والدينية، والصوفية ، ومن شعره الوطني، هذا المقطع من قصيدة (الوتر الخامد) المنشورة في مجلة الفيصل، وهي مهداة إلى كل عربي يعيش في الغربة:

أترقد والإعصار حولك صاخب  ...  وتروى، وأغراس الأبوات، تسخب

أتنسى بلاداً فاتنات رياضها  ...  إلى أيكها الفواح نصبو وننســب

بها يصدح الإبداع قدماً وحاضراً  ... ولولا سناها كادت الشمس تحجب

ومن شعره الوجداني هذا المقطع من قصيدة (الصفصافة الخجولة):

لماذا تنحني أفنانك السمراء يا أرجوحة الأمل..؟ 

لماذا..؟ أنت في البستان صوت الحق والأزل…

فهل أشجاك غرس راعش العينين في وجل…!

أم ارتاعت عيون الروض للأحزان والأكفان والأجل …؟.

 وأيضاً له تحت الطبع كتاباً يضم مقالات متنوعة في اللغة العربية، والنقد الأدبي، وله تحت الطبع (مجموعة أعماله الشعرية الكاملة).

ومن شعره الديني، الذي نظم فيه قصائد كثيرة، كان يلقيها في المناسبات الدينية المختلفة:

كم مفتر رام للتفسير يمسخه  ...  كم أدعياء بحق الله قد أثموا

من ذا الذي يدرك الأسرار يخزنها  ...  عقل وضيء وروح في الهدى سلم

وكوكب العقل، أنى نستضيء به  ...  في عتمة العمر؟ أيـن المرشد الحكم

من ذا الذي يمنع التنزيل من زيغ  ...  كيما نظل لهدي الله نحتكم

في واحة من بقاع الأرض طاهرة  ...  روح نقـي، ونفـس كلـها شيـم

عقـل تألـق في السما فغدا  ...   مدينة الهدي خفاقاً بها العلم

يحرر الفكر من وهم ومن سقم  ...  ليعبد الله لا شـرك ولا صنـم

هذا هو الشاعر والأديب المرحوم إسماعيل خضر عدرة، الذي فقدناه مع انطفاء شعلة الحياة فيه، وما زالت ذكراه في عقول كل من نهل منه حرفاً.
                                                لروحه المغفرة و السلااام 
شخصيات من ذاكرة سلمية
شكرا لتعليقك