باحثة البادية
ملك حفني ناصف
..............................................................................
هي السيدة ملك بنت الأديب المؤلف حفني بك ناصف . وُلدت في القاهرة سنة 1886 م ودخلت المدرسة الحكومية بعد تنقلها في عدة مدارس , ونالت الشهادة الابتدائية سنة 1900م , وهي أول فتاة نالت الشهادة الابتدائية في مصر , ثم نالت إجازة التدريس من القسم العالي الذي أنشاته الحكومة المصرية لتخريج المعلمات , ومارست التعليم حتى سنة 1907 م وكانت أكبر عامل في دفع الآباء والأمهات لإرسال بناتهم إلى المدرسة , فقد كانت قدوة حسنة لهنّ .
تزوّجت في سنة 1908م سيّداً من قبيلة الرّماح , وسافرت إلى أملاك زوجها في سفح جبال الفيّوم , وعكفت على الكتابة في الصحف والمجلات والتأليف , وسمّت نفسها " باحثة البادية " , وكانت مثال الزوجة البارة بزوجها , المحسنة لإدارة البيت , بحيث تسوده السعادة والهناء . وكانت مع انصرافها إلى التأليف وحسن إدارتها لبيتها , لاتهمل واجباتها نحو أقاربها وأقارب زوجها , وامتازت بأخلاقها السامية , ونفسها الأبيّة وسريرتها الصافية , ومثابرتها على العمل , واهتمت بإنهاض المرأة المصرية , وكانت معتدلة فيما تدعو إليه , تريد من المرأة أن تتقيد في نهضتها بأوامر الشرع الإسلامي , وترى أن النهضة الحقيقية تقوم على تعليم المرأة تعليماً صحيحاً , وعلى رفع مستوى أخلاق الجنسين , وكانت تتحرّى الصدق في أعمالها وكتابتاتها .
أُصيبت بالحمّى الإسبانية فتوفيت بها عام 1918 , وهي في ريعان الشباب
لها من الآثار كتاب " النسائيات " وهو مجموع ماخطبته وكتبته في الصحف في موضوع المرأة , وكانت تنوي إصدار كتاب في حقوق المرأة , فلم تنجز منه إلا ثلاث مقالات , ولها رسالة طويلة في وسائل ترقية المرأة المصرية .
نموذج من كتاباتها : " المرأة كدودة القزّ تفرغ حريرها لتموت , لأنها تعلم أن حريرها الذي تقدمه للملأ زينة وحِلية سيقتلها , ولكنها لم تحاول قط الخلاص منه . "
" أما الرجل فهو كالنحلة ينتقل من زهرة إلى زهرة متروّضاً , وقد يُطيل المكث على زهرة ناضرة , وإنما ليمتصّ منها نضارتها وماء حياتها "
أدام الله عليكم نضارة الوجه وماء الحب .
طيّب الله أوقاتكم بالخير
سلمية 3/7/2020
ظهير الشعراني .
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء