الأول من أيار عيد الكادحين
.........................................................................
قد يكون من قبيل المصادفة أن يقترن عيد العمال بأول احتجاج عمالي مسجل في الولايات المتحدة الأمريكية، تلك التي قاومت عبر عقود وقرون ثورات الكادحين وانتفاضاتهم عمالا كانوا ام فلاحين.
ربما اقترنت حادثة عمال شيكاغو بمناخ الحرية العام في أمريكا، صحيح أن تلك الحرية ملتبسة ومحاطة بالألاعيب والمنزلقات، إلا أنها تبقى افضل من القتل او التهديد بالقتل.
لقد بات واضحا أن حرية المجتمع بالتعبير سواء بالكلمة او بالتظاهر تعبر عن هامش الحرية المتاح؛ وعن قوة العقد الإجتماعي القائم بين السلطة والمجتمع؛ وطريق لتتحول الحرية الفوضوية الى حرية مسؤولة، كل ما عدا ذلك هو تدليس وهروب إلى الأمام.
عيد العمال هو عيد الكادحين، عيد الفقراء والمعدمين والمهمشين والعاطلين عن العمل
لم يعد هذا اليوم بروليتاريا بقدر ما هو إنسانيا، عيد يذكر بقوة الشعب وكفاحه وإرادته القاصمة حينما ينهض.
لم تعد النظرية الماركسية شديدة الأهمية بعد أن أخذت مداها وخاضت امتحانها التاريخي، فالأهمية أصبحت تكمن في كل صرخة ضد التغول الإمبريالي؛ وضد كل حرب مجهولة الأسباب والنتائج تشن على شعوب آمنة وثقت بمن لا يوثق بهم تنشد السلام.
عيد العمال أصبح هو عيد الكادحين وعيد الفقراء، عيد الشعوب المغلوبة على أمرها المطلوب رأسها للمقاصل الأميركية والصهيونية ومذابح الطغاة.
إذن وكما قالها صديقي الشاعر عدنان هاشم هذا اليوم يومنا وهذا العيد عيدنا ولن يعايدنا أحد به، فكل عام ونحن بخير.
علي حسين الحموي
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء