pregnancy

كاتب_وكتاب_من_بلدي حاجتنا إلى معرفة بديلة ومدرسة عربية نقدية جديدة






كاتب_وكتاب_من_بلدي
حاجتنا إلى معرفة بديلة ومدرسة عربية نقدية جديدة
.......................................................................................

بتحليل الواقع العربي الرديء بعصر عولمة الاستعمار الإرهابي الفوضوي للأعاجم من مختلف الأجناس على شكل تحالفات من الوحوش الكاسرة والذئاب المفترسة والقراصنة اللصوص المجرمة .. اقترح رئيس تحرير مجلة المعرفة الأستاذ ناظم مهنا على ضرورة ابداع المعرفة البديلة بقوله:
( تؤكّد لنا الوقائع، أن معارفنا وأيديولوجياتنا، بما في ذلك نظرتنا للأدب وتذوقنا الجمالي، كلها باتت قديمة، عاجزة، مفككة، متنافرة، ولا توفر لنا أي حماية أو حصانة ذاتية، على المستوى الفردي والجمعي! تغير العالم ونحن نتداعى ونتناثر! ونخبنا ضائعة في التيه الصحراوي!
وفي ظل هذا التردي الثقافي والسياسي والاجتماعي والفلسفي.. نطالب بالمعرفة البديلة!
أذكر أنني قرأت للمفكر التونسي (أبو يعرب المرزوقي) مقالاً نشره في تسعينيات القرن الماضي، إذ يشير في إلى أننا نعيش حرباً أهلية مدمرة منذ "الفتنة الكبرى" وحتى حاضرنا هذا –وجوهر تلك الفتنة خلافات سياسية، حوَّلها اليهود والعجم إلى تناقضات مذهبية متصارعة لديمومة التدمير الذاتي لأركان قوة العرب كرد حاقد على تحرير البلاد العربية من الاستعمار الروماني والفارسي- وقد ترتبت على ذلك أشياء كثيرة انعكست على شكل انكسارات معرفية وهزائم عسكرية واستعمار وإرهاب وفوضى نشرها كل لصوص ومرتزقة الأعاجم في الوطن العربي،فيجب علينا الخروج منها!
إن صورة العرب اليوم تبدو جلية، من الداخل ومن الخارج، فهم يتقاتلون قتالاً دامياً، يشارك فيه الجميع ضد الجميع وعلى كل المستويات، ومن المستبعد أنهم يدركون لماذا وكيف وقع الأمر، وإلى متى وماذا يريدون؟! هل يريد كلّ طرف أن يفني الآخر؟!
والأشدُّ مرارة في الأمر أنه في هذه الدوامة من الحرب الدائرة بين العرب، والتي تتسع وتتعمق لم يَخرج من بينهم مَن يوقف هذه الحرب! فلو كانت لدينا معارف حقيقية وعميقة ربما لكانت وفّرت علينا كثيراً من المعاناة التي نعانيها اليوم، لقد استثمرت الدول الإرهابية الاستعمارية الأوروبية الأميركية ومرتزقتها وعصاباتها هذا الواقع العربي السلبي، فما تزال أوروبا وأمثالها.. هي صانعة الحروب القاتلة المدمرة المخربة، والمآسي، والإرهاب الفوضوي والأيديولوجيات العدوانية العنصرية الوحشية المتحاربة التي جيشت العالم كله للحرب تحت رعايتها العقائدية المرَضية ومزاعمها الإنسانية الكاذبة في نشر الإخاء والحرية والمساواة!
ولا مفرّ أمامنا، طال الأمر أو قصر، من المعرفة البديلة التي تبدأ بالشك والنقد العقلي للمعلومات، وإخضاعها للتفحص والتحليل، ولمنطق الاستدلال القائم على القياس والبرهان، وهذا أمر منفصل عن أطروحات ما بعد الحداثة، وكان ممكناً أن يكون حاضراً وملازماً للتفكير منذ زمنٍ طويل، وقد مارسه أجدادنا منذ عصر التدوين وفي زمن الازدهار الحضاري الإسلامي، وهذا ما يعرف بالسلوك العملي العلمي النقدي الموضوعي تحت حكمة الآية القرآنية:
(قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) البقرة-111
(وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ)   المائدة-32
(وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا ) الأنفال-61
وهو ما يجب أن نتدرب عليه في حياتنا اليومية والتعليمية في البيوت وفي المدرسة والجامعة والحياة الفكرية والثقافية..). 
(منقول بتصرف من: مجلة المعرفة، وزارة الثقافة، دمشق، سورية، ع 666، السنة 58، جمادى الثانية 1440هـ- آذار 2019م، المعرفة البديلة، رئيس التحرير: الأستاذ ناظم مهنا، ص269-272) .
أما الأستاذ الدكتور عبد العزيز حمودة في كتابه: المرايا المقعرة، فقد أكَّد على أننا : (يجب أن نصبح قادرين على تطوير نظرية لغوية ونقدية عربية تأخذ من التراث أفضل ما فيه، ومن الآخر خير ما يقدمه وما يتفق مع استراتيجيتنا في الاستنهاض الحضاري الشامل والمستقل، وإذا لم نفعل ذلك فسوف ينتهي بنا الأمر، عاجلاً، إلى تبعية ثقافية علمية ذليلة قد يصعب الانعتاق منها فيما بعد..
هنا أؤكد مع الأستاذ حامد أبو أحمد الذي قال: (إذا كان العرب القدامى قد أبدعوا قيماً في مجال اتساق الخطاب وانسجام النص فلماذا لا نواصل مسيرتهم انطلاقاً من مفاهيم ومصطلحات عربية خالصة، مستعينين في الوقت نفسه بالاكتشافات القادمة من الغرب بدلاً من أن نحدث خلطاً بين المفاهيم الأصلية والمفاهيم المستوردة؟)..)

(منقول بتصرف من: المرايا المقعرة، نحو نظرية نقدية عربية، د.عبد العزيز حمودة، عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، رقم 272، جمادى الأولى 1422هـ- آب 2001م، ، ص184-185).
شكرا لتعليقك