pregnancy

الفن والأدب عنوانان عريضان لمرحلة بدأت وما زالت مستمرة من مراحل تطور الوعي الانساني






الفن والأدب عنوانان عريضان لمرحلة بدأت وما زالت مستمرة من مراحل تطور الوعي الانساني
................................................................................... 

لم تكن الرسوم الأولى على جدران الكهوف سوى  نوع من محاولات الانسان البدائي لفهم المحيط الذي فرض عليه العيش فيه. الدببة والثيران والأسلحة,والصيد هي اشارات عنى بها البشر الأوائل مفهومات معينة تفاهموا بها, ومع تطور الكائن الانساني تطوّرت وسائل تعبيره,فمع بدء الحياة المتحضّرة وجدنا دوراً رائداً للرسام والنحّات والشاعر في المجتمعات القديمة,استعان بموهبتهم كهنة المعابد والحكّام , وما المجسّمات المعدنية والحجرية والرخامية, وما النقوش والرسوم والزخارف على الجدران والقبور والأسلحة وتجهيزات القصور وأغراض القادة والملوك سوى وسائل تمثّل درجات عالية ومتطورة من الرقيّ والابداع الفنّي . ساهمت بتطور الوعي العام عند الجماعات  آنذاك, وتحوّل الرسام الى خطّاط يحوّل الرسم الى حرف يتم قراءته والتواصل بين الناس عبره,أسهم الفن في تمتين علاقة الفرد بمحيطه فتشبعه بقيم الجمال يؤهله للاندماج في المجموعة كما يربيه على احترام مواطن الجمال و مصادره و يعلمه كيف يحافظ عليها.
تتجاوز وظيفة الفن الترفيه إلى الارتقاء بالذوق و تنمية الحس الجمالي لدى الانسان و هذا طبعا رهن نوعية هذا الفن  و أهداف القائمين عليه
 رسالة الفن نبيلة و هو منذ ابتدعه الانسان هدف من خلاله إلى التعبير عن اختلاجاته و نقلها إلى المحيطين به فكان أداة تواصل بين النفوس . و يحيد الفنان عن رسالته إن اتخذه وسيلة للكسب و مهما حرصت فئة حوّلت الفن والشعر للابتذال عن وعي أو عن غير وعي على الاساءة إليه يظل ملاكا سماويا بعيدا عن متناول الايادي المدنسة فهم يفنون و هو خالد لا يزول بما أنتجه.
انني أُشبِّه الفن أكان رسماً أم موسيقى وغناء ونحت وهندسة فنيّة والأدب بأنواعه المختلفة كالشعر والمسرحية والقصة, أشبّه هذا كله بلغة مفتوحة لا تحتاج لترجمان بين الشعوب.فكلنا يقرأ ابتسامة الموناليزا ودموع الطفل الباكي وموسيقى بيتهوفن ومنحوتات الجيزة العملاقة ورخاميّات متاحف الفنون العالمية, كما هي قراءتها في شرق الأرض وغربها مع بعض الاختلاف وفق الثقافة المعرفيّة.
الفن أشبه بالغذاء منه تستمد النفس أو الروح طاقة تجددها و تحيي نشاطها و ليس أدل على ذلك من أن مردد الألحان و الانغام أو المنصت إليها يشعر بنوع من الراحة و الطمأنينة فإذا للأنغام و الألحان مفعول سحري .واذا للنظر الى لوحة فنية ولوج بعالم خاص, واذا بقراءة الالياذة والأوديسة رونق رائع واذا للابحار في كتابات الروائيين والشعراء العرب والأجانب متعة جميلة.ونحن في هذا كله نؤلّف وعياً وفهما انسانياً يندمج مع الوعي العام في عموم الكون ليتحوّل الى قوّة لا يُستهان بها في مواجهة الجهل والتخلف والهمجية والحروب.التطور الفكري أكان علميّا أم فلسفيّا أم اجتماعيا أم سياسيّاً هو جزء مُكمّل للتطور في مجال الفن بأنواعه والأدب بلفيفه, وكل ذلك يصبُّ في بنيان الكون الأمثل والضروري في تحدّيات الهيمنة الماديّة, والعسكريّة.

أ.حسان الساروت

خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء

:)
:(
=(
^_^
:D
=D
=)D
|o|
@@,
;)
:-bd
:-d
:p
:ng
:lv
شكرا لتعليقك
Loading...